قحت قالت إما الاتفاق لتسليمنا الحكم دون غيرنا أو الحرب .. ربما تكون مسئوليتهم أكبر من المليشيا نفسها، ومن آل دقلو
من بين البؤس الثقافي والمعرفي، وعدم الاستشهاد بالفصيح ولا العامي ولا الحقيبة، كان المتاح لأربع سنوات هو أمثال عامية فقط اشتهر بها حميدتي بينما كانت الانتقالية .. فقيرة جدا .. لأول مرة منذ سقوط البشير، أسمع قائدا يسرد شعرا منسوبا لقائله .. ويضعه في موضع الاستشهاد الخطابي السليم والمحاججة الملجمة حول أن من هدد وأرهب وتوعد الجيش والشعب السوداني بالحرب هو من أشعلها:
أرى تحت الرماد وميض نار*ويوشك أن يكون لها ضرام
فالنار بالعودين تزكي *والحرب أولها الكلام
لئن لم يطفها عقلاء قوم*يكون وقودها جثث وهام
* هذه الجثث التي تفحمت والتي أكلتها الكلامب وشبعت منها في الطرقات الموحشة التي هجرها اهلها .. كلها مسئولية قحت التي قالت إما الاتفاق لتسليمنا الحكم دون غيرنا أو الحرب .. ربما تكون مسئوليتهم أكبر من المليشيا نفسها، ومن آل دقلو .. لأنهم خسروا الشعب والآلاف من قبيلتهم في هوس الحكم الذي دفعتهم فيه قحت.
مكي المغربي