رأي ومقالات

موقف السفير عبد الرؤوف عامر من قناتي العربية والحدث هو الموقف الصحيح والمُحترم

موقف السفير عبد الرؤوف عامر من قناتي العربية والحدث هو الموقف الصحيح والمُحترم، ويترجم التزامه الوطني، وعدم خضوعه للابتزاز، فهو من ناحية مهنية لم يصله مكتوب رسمي يفيد بعودة هذه القنوات الموقوفة، ومن ناحية أخرى معظم هذه القنوات النشطة في الشأن السوداني، إن لم يكن جميعها تتحكم فيها سياسة تحريرية ذات طبيعة مخابراتية تدفع بالأوضاع إلى درجة التأزُم الحرج، هذا في الأوضاع الطبيعية دعك من أيام الحروب التي لا يصح فيها التهاون والمجاملة، حد السماح للكاميرات بتصوير مناطق العمليات الحربية،

وكشف ظهر جيشك، والتعامل مع المليشيا كطرف موازي للقوات النظامية، ومحاولة منح قائدها المتمرد شرعية، كما تفعل تلك القنوات المشبوهة، وقد وصلت الفوضى أيام المظاهرات إلى استخدام طائرات الدرون والتحليق فوق المواقع العسكرية، مما أغرى أصحاب هذه القنوات، التي أدركت هوان الدولة وتسنى لها أن تفعل ما تشاء، حتى وقعت الحرب، ومن المعروف أنها حرب ذات طبيعة استخباراتية، تشارك فيها أطراف خارجية، الغلبة فيها للإعلام وتحقيق الهزائم النفسية، فإن لم تشغل هذه المساحة فلا تتركها للأخرين ليفرضوا أجندتهم عليك داخل أراضيك، فأنت لا تعرف من أين ستأتيك الطعنة،

أما من يتحدثون عن الحريات والدانات تتساقط في بيوتهم يمكنهم فقط الإجابة على ذلك السؤال، هل تسمح الدول صاحبة تلك القنوات بقنوات سودانية مماثلة داخل أراضيها تستضيف الشخصيات المعارضة لأنظمة حكمهم؟ إذا كانت الإجابة لا فلا تحدثني عن الحريات.

خذ في بالك أيضًا أن أول من نشر خبر وجود داعش في السودان هو العربية وليس سكاي نيوز عندما زعمت أن داعش هربت البشير من مستشفى عليا، ما يعني بأن هذه القنوات حلقات متصلة ببعضها البعض وتخدم في خط المليشيا بصورة مباشرة، وتريد أن توصم الجيش بالإرهاب.

قرار عودة هذه القنوات مُريب ويشير إلى ثغرات كبيرة في الدولة وأنها تدار بشخصيات جبانة مُرتعشة، فالأيادي المرتعشة لن تنتصر ولا تصنع التاريخ.

عزمي عبد الرازق
عزمي عبدالرازق