فيسبوك

السيد القائد العام … أبا محمد


⭕️ السيد القائد العام … أبا محمد ⭕️
نعزّيك في الفقد الكبير والمصاب الجلل بوفاة الإبن محمد وقد ظل بين الحياة والموت منذ الحادث الأليم في السابع من مارس الماضي ..
غادرت بورتسودان بعيد الحادث لتراه بغرفة العناية الفائقة ميّت كحيّ وحيّ كميّت وما كان لقدر الله إلا أن ينفذ .. وعدت وأنت بين الأمل والرجاء والخوف والدعاء وهذه طبيعة البشر ..
اليوم أو غداً ستغادر بورتسودان ولكن لتواريه الثرى وقد أستلم صاحب الوديعة وديعته ..
لا نملك غير أن نشد على يديك..
فقد تكالبت عليك البلاءات والمحن والأحزان ..
فبعد الحزن الكبير للوطن الذي لا يزال ينتحب وينزف وينافح ويقاتل ليحيا ويتغلب على الآلام ويسمو فوق الجراح .. فأصابك منه الكثير حيث تستشعر مسؤوليتك الكبيرة الجسيمة عن كل ما يجري ويدور وأنت على قمة رأس السلطة فيه.. فما رأينا غير الثبات والإصرار والعزيمة رغم كل شئ ..
ها هي الأحزان تطرق بابك وغرفة نومك وتخطف فلذة كبدك لتزداد حزناً على حزنٍ وحق لك فأنت قائد عام وضابط برتبة الفريق أول ولكنك بعيداً عن ذلك والد وأب ورب أسرة يعتصرك الألم وأنت تفقد محمد وقد كنت ترجوه وتدّخره ليوم سيأتيك حتماً وهو غائب في بطن لحده ..
اليوم تتساوى مع سواد السودانيين الأعظم وقد افتقد كل بيت وحي ومربع وفريق وحلة ومدينة عزيزاً وحبيباً وقريباً وصديقاً بفعل التمرد الغاشم.. ولعل هذه من حكمته سبحانه وتعالى وإن اتخذ بعض (أعاديك) من ذاك شماتة لا تشبه السودانيين وهم يستقبلون مصيبة الموت فيصمتون ويتأدبون في حضرته ..
نسأل الله أن يغسل حزن الوطن الكبير ويكفكف جراحاته على يديك.. فينهض بعد كبوةٍ ويقال بعد عثرةٍ وينتصر بعد جهادٍ ومصابرة ..
نسأل الله أن يغسل حزنك بماء الصبر وجميل التسليم بالقضاء والقدر ..
نسأل الله جل وعلا أن يتغمد الفقيد بواسع الرحمة والرضوان ويكتبه شهيداً عنده ويرفع درجته في عليين وأن يعوضه بشبابه جنة عرضها السموات والأرض ..
نسأل الله أن يحعله ذخراً لك عنده ويجعل البركة في إخوته ..
إنا لله وإنا إليه راجعون.
أسامة محمد أحمد عبد السلام