رأي ومقالات

د.ابراهيم الصديق: حلفا الجديدة

حلفا الجديدة..
فى العام 1975م ، جلست لامتحان الشهادة الابتدائية ، كنا أول دفعة من مدرسة ورشلت الابتدائية (القرية 2 عرب) ، أول مؤسس و مدير لها هو الأستاذ محمد احمد دقنه ، تقبله الله عنده بواسع رحمته واكرم نزله ، ثم تلاه استاذنا الصديق على ادريس (ود بعاج) مد الله فى ايامه..

كانت حلفا مدينة بسيطة ، ودعائمها محدودة ، سوق الخضار شرقا ، والمساحة شرقه خالية تقريبا حتى السكة الحديد ومن بعدها العشش (حى الثورة لاحقا ، سماها الرئيس النميرى خلال زيارته 1976م)..

ومن ناحية الجنوب محل فواكه وعصائر الخيرات وما بينها والجامع الكبير منطقة خالية..
وناحية الغرب السينما الوطنية ، وما بينها والمدرسة الزراعية وحتى المستشفى ارض خلاء…
وشمالا المدارس (الأكاديمية والشمالية والتجارية)..

وظلت محافظة على هذا الوضع ، ذات طابع قروى ، تعج اسواقها بالحركة والنشاط منذ السادسة صباحا ، اسواق المحاصيل ، زريبة البهائم ، دواوين الحكومة ، المؤسسة الزراعية ، حتى العصر ، حيث تتحول المدينة إلى السكون ، وتخلو من غالب مرتاديها ، سوى حركة محدودة فى قهوة دبايو ، وموقف البصات القادمة من الخرطوم ، ومكتبة وعلى طرفها المستشفي الوحيد حينها ..

حلفا الجديدة مدينة غنية بمحيطها ، وواردها من القري والمناطق المجاورة ، تنام على هدوء تام.. بعد مغادرة مرتادي السينما الذين تتزايد اعدادهم يوم الخميس مع الافلام الهندية..
مع بداية التسعينات واعادة تخطيط المدينة والحيوية الاقتصادية ، شهدت المدينة توسعا فى الأسواق والمبانى ، ومع تعذر قيام منطقة ادارية لمحلية نهر عطبرة ، فإن حلفا الجديدة اصبحت اكثر ازدحاما واكثر تركيزا فى الخدمات والمرافق العامة ، ولم يواكب ذلك توسع فى البنية التحتية من طرق مسفلتة وزيادة فى امتداداتها..

واصبحت الاحياء الآن أكثر امتدادا ، اركويت ودبروسة و100 على 4 وحى التجار وعلى كرار والمؤسسة وغيرها..
حلفا الجديدة مدينة غنية بمحيطها
حلفا الجديدة مدينة ودودة تشعر فيها بالقرب والأنس ، بحكم نشأتها وتنوعها ، هى سودان مصغر.. ولو توفر لها حسن تنظيم للاسواق وإصحاح بيئة ، فإن ذلك يزيد من إلفتها الإنسانية بعدا حضريا..

نأمل أن يتكاتف أهل السوق والمستشفيات والمراكز الخدمية ورواد المدينة لتحقيق ذلك..
كل مجموعة تجار أمام محلاتهم ، وكل رواد موقف فى موقفهم ، وقبل حلول فصل الخريف ، فإن القليل من الجهد يحدث فرقا..
حيا الله المدينة بأهلها وروادها وزوارها..
د.ابراهيم الصديق على
15 مايو 2024م ..