لأول مرة منذ بداية الحرب، الجيش والحكومة والشعب كلمة واحدة وموقف واضح
لأول مرة منذ بداية الحرب، الجيش والحكومة والشعب كلمة واحدة وموقف واضح؛ لا تفاوض مع المليشيا ما لم تنحسب من كل مكان تحتله.
موقف مقنع للمواطن المشرد الذي يريد العودة إلى بيته. الدولة لا ترفض السلام ولا التفاوض، والمشكلة هي مليشيا الدعم السريع التي حولت البلد كلها بما في ذلك المواطن نفسه إلى ساحة معركة وتريد تحقيق مكاسب سياسية من خلال احتلال المدن والقرى وتشريد أهلها ، من خلال خلق أزمات إنسانية، ومن خلال الإجرام الفج بالقصف الشعوائي والقتل والنهب والاغتصاب.
كل ذلك على مرأى ومسمع من العالم، ولكن الوسطاء و “دعاة السلام” لا يريدون رؤيته، ويريدون من الجيش أن يذهب ويعترف بهذه المليشيا الإجرامية ويكافئها على كل ما قامت وتقوم به من جرائم. يدعون الحرص على الشعب السوداني وهم متواطئون مع المليشيا.
هذه قاعدة كل من ليس مع الجيش ومع الدولة فهو مع المليشيا؛ فمن ليس معنا فهو ضدنا. لا توجد منطقة وسطى لوساطة أو تهدئة أو غيرها. لأن المليشيا لم تترك مكانا للحياد، لأن ما تقوم به المليشيا هو محض إجرام وإرهاب وليست حربا سياسية.
ويبدو أن قيادة الدولة اقنتعت بهذه القاعدة بصعوبة ولذلك اتجهت إلى شعبها وتجاهلت الخارج.
الحكومة لا ترفض السلام، مثل الشعب تماما، ولكن لا سلام في ظل وجود المليشيا في المدن والقرى ولا حتى بالقرب منها أو حولها. ومن يستطيع أن يخرجها من المناطق التي تحتلها بدون حرب فليفعل، وبعد ذلك له أن يلوم الجيش لو استمر في الحرب.
حليم عباس