إعلان حرب ضد السودان ..كيف تحمي المدنيين من الجيش؟
دعوة لجنة تابعة للأمم المتحدة(لجنة تابعة لأمريكا والغرب) لإدخال قوات لحماية المدنيين في السودان تذكرني بأبيات الشاعر العراقي أحمد مطر:
“أمريكا تطلق الكلب علينا
وبها من كلبها نستجد
أمريكا تطلق النار علينا لتنجينا من الكلب
فينجو كلبها لكننا نستشهد.”
لو أرادت الدول الغربية وفي مقدمتها بريطانيا وأمريكا وفرنسا حماية المدنيين لوقفت من اليوم الأول للحرب مع المدنيين ضد المليشيا العدو الأول والأخير للمدنيين. ولكنهم هم من أطلقوا هذا الكلب علينا ابتداء.
وهم يتعمدون المساواة بين الجيش والمليشيا في الشرعية وفي الانتهاكات والجرائم ويتكلمون عن حماية المدنيين كما لو أنها حماية من المليشيا ومن الجيش على السواء.
وإذا كان الكلام عن حماية المدنيين من الدعم السريع يصلح كذريعة وكغطاء للتدخل في السودان بغض النظر عن إمكانية هذا التدخل، فإن الكلام عن حماية المدنيين من الجيش أيضا هو بمثابة إعلان حرب ضد السودان. كيف تحمي المدنيين من الجيش؟
من يقصف بشكل عشوائي متعمد هي المليشيا، من ينهب ويقتل ويرتكب المذابح الجماعية هي المليشيا، وهي من يشرد الناس من بيوتهم، وهي التي يفر الناس من المناطق التي تدخلها إلى مناطق سيطرة الجيش ووجود الدولة.
لا يوجد ولا مواطن واحد فر من منطقة دخلها الجيش إلى مناطق المليشيا بل الناس يعودون بمجرد تحرير بيوتهم.
المليشيا ارتكبت مذابح ترقى إلى الإبادة في الجنينة، وارتكبت مجازر لا حصر لها في الجزيرة وسنار منها مجزرة ود النورة ومجزرة جلقني والضحايا في كل مجزرة بالعشرات. ألم تسمع “الأمم المتحدة” ويسمع العالم بكل هذه الجرائم؟ ولا يعرف من يرتكبها؟ وبأي سلاح؟
هناك مرتزقة جيء بهم من دول عديدة؛ تم جلبهم إلى السودان وتسليمهم أسلحة ليستبيحوا ولايات كاملة في السودان. هم لم يأتوا من تلقاء أنفسهم وإنما تم حشدهم وتسليحهم وإدخالهم إلى السودان ومواصلة مدهم بالأسلحة والذخائر والمعدات. لماذا تصمت هذه الأمم المتحدة أو يصمت الغرب عن المرتزقة الأجانب من يأتي بهم ومن يسلحهم؟
الوضع في السودان عبارة عن عدوان على الدولة بواسطة مليشيا مدعومة من الخارج بالسلاح وبالمرتزقة من عدة دول على رأسها دولة الأمارات؛ أعداد لا حصر لها من المرتزقة الأجانب تتدفق إلى السودان بواسطة المليشيا وداعميها بالإضافة إلى المليشيات القبلية من دارفور والجزيرة والنيل الأزرق وكل هؤلاء يعملون تحت راية الدعم السريع وما دخلوا أرضا إلا حل بها الدمار والفساد والموت. تتعامى المنظمات الحقوقية عن هذه الحقائق لأن حفنة من الدول الغربية التي تتحكم في هذه المنظمات لا مصلحة لديها في هذه الحقيقة. ولكنهم يمكن أن يتكلموا عن انتهاكات يقوم بها “طرفا الصراع” لأن ذلك يتيح لهم تجريم الدولة برمتها ومن ثم التدخل فيها تنفيذا لأجندتهم المسبقة.
عموما، أي طرف لا يدين المليشيا ويتعامل معها وكأنها طرف عسكري/سياسي في نزاع مسلح هو طرف متآمر على السودان ومعادي له مع كامل الوعي والإصرار. المساواة بين الجيش والمليشيا ليس سهوا أو جهل، بل تآمر وهذا هو الحال منذ اليوم الأول للحرب.
يجب أن يكون الموقف الصريح من المليشيا وتصنيفها كمجموعة متمردة وإرهابية تشن حربا ضد السودان دولة وشعبا هو البوصلة التي توجه علاقاتنا بالعالم الخارجي دولا ومنظمات. من لا يصنف المليشيا كمجاعة متمردة معتدية فهو في خانة العدو، ولا توجد منطقة وسط ولا حياد. ومن ليس معنا فهو ضدنا.
حليم عباس
إنضم لقناة النيلين على واتساب
ركوب الخيل لا يناسب الجميع؟ أيهما أصعب تربية الأولاد أم البنات؟ جسر الأسنان
هل تعقيم اليدين مفيد؟ الكركم والالتهابات أفضل زيوت ترطيب البشرة