🔴 حرب الطيران بين الجيش والمليشيا

الجيش يستخدم الطيران التقليدي والمسير لتحقيق أهداف عسكرية عملياتيه محددة ضمن خطة عسكرية متكاملة لها أهداف تتمثل في تدمير قدرات المليشيا وهزيمتها وسحقها.
إستخدام الجيش لسلاح الطيران هنا استخدام عسكري بحت مرتبط بأهداف عسكرية محددة.
ولكن كيف تستخدم المليشيا المسيرات في حربها ضد الدولة؟
تستخدمها استخدام سياسي وإعلامي. إستهداف المرافق العسكرية والمدنية يتم بشكل عشوائي إستعراضي يهدف إلى إيصال رسائل سياسية في المقام الأول والأخير. ولكن السياسة لا تحقق نصرا عسكريا على الأرض.
سيواصل الجيش عمله المحترف في ضرب المليشيا بالطيران بغرض تحييد قدراتها تمهيدا للهجوم البري الكاسح. وسيتم استخدام الطيران مرة أخرى أثناء الهجوم لتحقيق أهداف عملياتية محددة.
المليشيا ومن خلفها داعميها في أبوظبي اختاروا لنفسهم أهدافا غير ممكنة التحقق. فلا الضغط السياسي سيجدي نفعا، ولا الاستمرار في استخدام المسيرات مهما بلغت كثافتها سيحقق تدمير الدولة بكاملها. لا يمكنك تدمير دولة مثل السودان بجغرافيتها الواسعة وبثقلها السكاني وانتشاره عبر هذه الجغرافيا بواسطة مسيرات. سيتكيف الشعب السوداني مع هذا الوضع، ستستمر حياته سيزرع وينتج ويتاجر ويتعلم وسيتواصل مع العالم وسيحارب مع جيشه. المسيرات لن تدمر شعبا كاملا حتى لو كانت وراءها خزينة دولة غنية مثل الإمارات.
في المقابل الجيش وبخبرته وقدراته وبدعم الشعب والأصدقاء سيواصل سحق المليشيا. لقد طرد المليشيا في فترة وجيزة من رقعة جغرافية واسعة شملت العاصمة وولايات الوسط والشمال وتقدم غربا وكسر حصار الأبيض وما تزال متحركاته تندفع باتجاه الغرب وستبدأ عمليات واسعة شبيهة بالعمليات التي جرت في مسرح واحد ممتد أم درمان فلاتة جنوبا إلى الجيلي شمالا مرورا بسنار والجزيرة والبطانة وشرق النيل والعاصمة وصولا إلى جبل أولياء والمشهد التاريخي لأوباش الدعم السريع هاربين بالأرجل في صفوف طويلة على جسر جبل أولياء.
هذه العملية الواسعة الممتدة في مسرح جغرافي أكبر بكثير من أن يستوعبه عقل المليشيا ولا حتى عقل أسيادها في الإمارات سيتكرر مرة أخرى في كردفان ثم في دارفور. سنشهد عملية برية واسعة في مساحة جغراقية واسعة ولكنها تمثل مسرح عملياتي واحد بالنسبة للجيش.
لقد عودنا الجيش أنه يستنزف المليشيا ثم يشن هجومه الواسع من عدة محاور ولا تستطيع المليشيا إيقاف هذا الهجوم. الجيش يستخدم قدراته لتحقيق أهداف عسكرية ملموسة يتابعها كل العالم بانبهار مثل ما حدث في معركة الخرطوم. جيش مهني عريق، أعرق من الإمارات كلها.
عليه، فلتستمر المليشيا في المحاولات العبثية لتدمير المرافق المدنية بالدولة واستهداف كل شيء، ولكن لا توجد في العالم ذخيرة كافية لتدمير الشعب السوداني، ولا أموال الإمارات ستكفي لتدمير السودان.
إنها مسألة وقت ووقت ليس بالطويل وستصبح هذه المليشيا من الماضي. ولكن من دعموها وساندوها سيدفعون الثمن لوقت طويل.

حليم عباس






