حرب المسيرات: كسر العزيمة وتسديد الثغرات

ما نشهده من حرب المسيرات هو جزء من تفاعلات كثيرة على الساسة السياسية والعسكرية فى الاقليم هذه الأيام ، والبعد السياسي اصبح هو الخيار المتاح بعد فشل المخطط العسكري ، وما يجرى الآن هو كسر العظم للخضوع إلى حوار وتفاوض من خلال إلحاق أكبر ضرر.. ولذلك مسارات متعددة واشارات واضحة..
فى تعليقه على المسيرات التى استهدفت مطار بورتسودان ، اشار قائد المنطقة العسكرية بولاية البحر الأحمر الفريق الركن محجوب بشرى أن (الطائرات الانتحارية وعدد 11 كانت رشقة للتمويه على طائرة استراتيجية) ، وهذه المعلومة تعطى سلسلة من الافتراضات:
– هدف المسيرة الاستراتيجية ضرب منشآت حيوية (المطار ، الرادارات ، محطات تخزين البترول) ، فهى تهدف إلى شل حركة الطيران والى شل الحياة من خلال تدمير اكبر مستودع وقود مما يدخل البلاد فى ازمة حادة ، ويؤدى إلى ايقاف الحياة مع صعوبة الكهرباء..
– وانها تمت وفق تخطيط استخباراتي متقدم ، هو فوق قدرات مليشيا آل دقلو الارهابية ، وإنما يدخل فى دائرة أكبر ومؤامرة اوسع نطاقاً..
– هذه المعادلة الجديدة واضحة فى اهدافها ، كما اورد موقع العين الاماراتي قبل يومين (توسيع الحرب ودعوة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للتدخل ، وخضوع الحكومة السودانية إلى التفاوض)..
– وهو ذات إشارة المحلل الامريكي كاميرون هيدسون والذى اشار إلى (امكانية تمدد الحرب إلى تشاد وافريقيا الوسطى وجنوب السودان)..
– هذا الضجيج والانتقال الهدف منه تغير مسار الحرب ، فلم يعد بالإمكان الداعمين للمليشيا الاستمرار بها بهذه التكلفة السياسية والدبلوماسية والمالية ، فقد اشار موقع Cash reports إلى مقتل 18 أماراتياً فى ضربة نيالا 4 مايو 2025م ، بالإضافة لآخرين ، وأغلبهم من مشغلي الطائرات المسيرة الاستراتيجية ..
– الحل فى هذه الحالة هو الاستمرار على ذات نهج المعركة بأهدافها المحددة منذ أول يوم (القضاء على التمرد وإخضاعه القانون ) و بزخمها وفاعليتها (ميدانياً ، و دبلوماسياً ، وقانونياً) وتسديد الثغرات فى بعض المجالات وخاصة الدفاعات الجوية..
– ونقطة اخرى: تنوير الشعب بما يجري وتطمينه بالترتيب والزام بعض الوزراء (بالصمت) أو الحديث وفق قواعد المهام وحدود المسؤولية..

د.ابراهيم الصديق على
6 مايو 2025م..






