رأي ومقالات

هند وباكستان واستنتاجات فاسدة

هند وباكستان واستنتاجات فاسدة:
من المعروف أن الشعوب الأوروبية تعشق الحرب وقد عاشت كل تاريخها في حروب لا تنتهي. وقد قال فيلسوف صراع الحضارات، صامويل هنتغتون، أن سر ثراء الغرب وهيمنته هو التفوق العسكري وليس العلمي ولا الحضاري لإنسان أوروبا وامتداداته في أمريكا واستراليا.

ولكن الحروب في أوروبا انحسرت حتي كادت أن تتلاشي منذ منتصف القرن السابق. ويجمع علماء السياسة أن السبب الاهم لنهاية الحروب الأوروبية هو ظهور السلاح النووي إذ أدرك أهل أوروبا أن أي حرب شاملة تعني فناء الجميع نوويا. وحتي الحرب الأكرانية اليوم، لولا الترسانة النووية الروسية لتوسعت الحرب إلي حرب عالمية أو قارية ولكانت جيوش المانيا وفرنسا وبريطانيا وأمريكا علي أعتاب موسكو.

وكذلك الأمر بين الهند وباكستان. فقد ظلت الدولتان في نزاع علي إقليم كاشمير منذ تاسيس باكستان في منتصف القرن الماضي. وسبب النزاع هو قول باكستان بان أغلبية أهل كاشمير الجميلة مسلمين لذا من الطبيعي أن يكون الإقليم جزءا من دولة باكستان. ولكن الهند رفضت. أتفق الطرفان علي أن الحل هو إقامة إستفتاء يختار فيه أهل كاشمير ماذا يريدون. ولكن الهند تنصلت عن إقامة الإستفتاء. وبعد ذلك ظهرت حركات إسلامية معادية للهند في كاشمير. تتهم الهند باكستان بدعم هذه الحركات وتتهم الحركات بالإرهاب ثم تتهم باكستان بدعم الإرهاب. ولكن باكستان تصر علي أن جوهر الأزمة هو أن الهند حنثت بالوعد وبإتفاق إقامة إستفتاء تقرير مصير لأهل كاشمير.

وفي هذه الأزمة الحالية، السبب الاهم الذي حدا بالدولتين للجلوس علي مائدة التفاوض هو إمتلاك الطرفين لقوة نووية كافية لإفناء الآخر. ولولا القوة النووية الباكستانية ربما كانت جيوش مودي الآن تعيث بإسلام أباد أو ربما كان مجاهدو باكستان علي أعتاب نيو دلهي.. وحسب علمي، لن يكون علي أجندة التفاوض بين القوتين وجود ميليشيا استعباد جنسي في أي منهما ولا تنازل عن السيادة لقوة خارجية في أي الدولتين.

معتصم اقرع