من أحاجي الحرب ( ١٩٠٦٦ ):
○ كتب: أ. بشير الطاهر
أحمد طه ورقصة التانغو
يمكن أن لا يعرف أحمد طه المذيع في قناة الجزيرة شيئاً عن رقصة التانغو ولكنه بالضرورة يجب أن يعرف سياق رد بروف ع ع ابراهيم الذي ضرب المثل بهذه الرقصة لشرح فكرتين في آن ، الأولى متعلقة بالتغاضي البائن لمن يبحثون عن أمر الحرب عن مسؤولية المليشيا المتمردة عن شن الحرب على الدولة وهذه لوحدها كافية ثم شن الحرب على المواطنين ومصالحهم وهذه لوحدها كافية لتكون الحرب حرب مقاومة عادلة ،
أما الفكرة الأخرى فهي أن الحرب فعلاً لا تقف لأن طرف يريد ذلك ولا تنشب لأن طرف أراد ذلك ، فالحرب في النهاية ليست خياراً يمكن اختياره أو رفضه ولكنه يمكن أن يفرض عليك لذلك الناس تخوضها منذ زمان .
المدهش في طريقة (الردح ) التي قام بها أحمد طه في مواجهة بروف ع ع ابراهيم بعد استعارة هذا المثل لشرح الفكرة توضح لك كمية سوء النية الذي يفضحه الجهل , وهذه الوسيلة الرخيصة في الابتزاز بالمعاناة التي يعيشها أهل السودان والأكثر فداحة هو التعريض بوجود بروف ع ع ابراهيم بعيدا في أمريكا ووضعه الاقتصادي وغيرها من الأفكار الغبية التي تناسب معمر وأمثاله .
الغرور بالجهل ظهر في أول المقابلة حين علق على استشهاد بروف ع ع ابراهيم بموقف الحزب الشيوعي باعتباره قفز من القضية الحرب إلى التعويض وغض النظر عن السياق , فاستشهد أحمد طه بأمريكا وتعويضات الكوراث الطبيعية و(اقطع دراعي لو كان عارف امريكا عوضت من ومتى وبماذا ) ولكنه بخبث بائن يريد أن يغمز من مقر اقامة البروف .
الجهل والغرور ومسكنة ناسنا تباً .
