عبدالرحمن عمسيب رجل صادق، صاحب رؤية واضحة، لا يجامل، ولا يخشى في قول الحق لومة لائم

ما كتبه حسبو البيلي في حق عبدالرحمن عمسيب، أثار في داخلي الكثير. عبّر عما يجول بخاطري، وعن أحداث عديدة كنت شاهدًا عليها، ولربما إن سردتُها لاتّهمني البعض بالمحاباة لصلة القرابة.
لكن الحقيقة التي لا تُنكر:
عبدالرحمن رجل صادق، صاحب رؤية واضحة، لا يجامل، ولا يخشى في قول الحق لومة لائم.
اعتقلته الإنقاذ عشرات المرات، وكنت حينها من يسأل عنه، يبحث عنه في الأقسام والمعتقلات.
كان دائمًا في صف الناس، ينصح المتظاهرين بكيفية حماية أنفسهم، ومقاومة الاعتقال، بل حتى بأساليب وضع المتاريس لعرقلة القوات.
ومع ذلك، ظلّ يرفض شعار “تسقط بس” المجرد، دون معرفة مصير الدولة ومآلاتها، لأنه كان يدرك أن السقوط الأعمى قد يقودنا نحو الهاوية.
عبدالرحمن، الذي اضطر لمغادرة السودان بسبب مضايقات النظام السابق، كانت آخرها تقديمه لمحكمة أمن الدولة.
اتهمه الكيزان بأنه “شيوعي ويساري”، واتهمته قوى الحرية والتغيير بأنه “كوز” بهدف اغتيال شخصيته ومنع اسمه من الظهور في أي منبر سياسي.
بل وصل الأمر بالبعض إلى الزعم بأن حسابه وهمي، وأن الشخص في صورته متوفى! تخيّل إلى أي مدى حاولوا طمس هذا ال
صوت!
رغم كل ذلك، لم يتوقف.
واصل التوعية، وواصل تسليط الضوء على المواقف القوية، الإنسانية، والوطنية.
طالب بدولة العدالة وسيادة القانون، وحلل سلوك قيادات الجنجويد منذ اليوم الأول، وفضح مخططاتهم للسيطرة على الدولة.
فند اتفاق جوبا، وأرفق مخاوفه بالمستندات والتقارير الأممية، وعبّر بوضوح عن عنصرية هذا الاتفاق الذي يستهدف أقاليم ومجتمعات بعينها.
توقع الحرب، ورسم سيناريو هجوم الجنجويد على القيادة العامة والقصر الجمهوري وكتب ان ذلك سيتم وسط دهشة الجنرالات.
وللعلم، فقد استمع إليه قادة من الجيش حينها، لكنهم استبعدوا حدوث ذلك السيناريو… وحدث ما حذّر منه.
عبدالرحمن هو أول من دعا للتعبئة العامة لحماية مجتمعاتنا ومناطقنا المهددة،
أول من رسم خارطة نجاة للمدنيين حين صمتت الدولة،
نصح بتخزين المواد الغذائية طويلة الأجل، والأدوية، والدعوة للتسلح الذاتي لحماية النفس من الفوضى والنهب والسرقة.
إنه رجل نادر، قلّ أن يجود الزمان بمثله.
استمعوا إليه بعقولكم، قبل أن تحكموا بآرائكم.
فوالله إنه محب لكم، حريص على سلامتكم وحقوقكم وأرضكم وعِرضكم، مهما كان الثمن.
وقد جربنا دفع الثمن مرة… وسندفع الثمن ألف مرة من أجل أهلنا
عبدالله عمسيب






