رأي ومقالات

الشهيد أحمد محمد أبوبكر خفاش

يا دربنا يا معبر الابطال يا درب الفلاح
الشهيد أحمد محمد أبوبكر خفاش
“الإمام الشاب” “أحمد الشاهين”
مكان الميلاد :الفاشر_كتال ١٩٩٦م
خريج جامعة النيلين_المحاسبة
قال تعالى : ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً) صدق الله العظيم.
حمل سلاحه للدفاع عن الدين والأرض والعرض منذ الطلقة الأولى لتمرد الهالك حميدتي،، فكان من أوائل المجاهدين الذين لبوا نداء الجهاد قبل نداء القائد العام عندما بلغ معسكر سركاب لم يتوانى لحظة في حمل السلاح في كل من الاحتياطي امدرمان_المهندسين _جبل موية _بحري والقيادة_الصالحة وأخيراً أم سيالة.
تقابلنا في الأول من يوليو ٢٠٢٤م بجبل دود،، حينها حضر الشهيد أميراً لمجموعة من المجاهدين تتبع الكتيبة سجيل بغرض إسناد القوات المسلحة في معارك تحرير جبل موية..
كان يتسابق معنا في العمل العدائي على قوات العدو التي تمركزت في جبل موية وفنقوقة وسقدي.. كان منزوع الخوف فقد بلغ من الإيمان بالقضاء والقدر ذروته وشعاره لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا ويقول من توكل على الله فهو حسبه،، عليه كان يتسابق الفدائي مع الفدائيين لنصب الكمائن واستهداف تمركزات العدو.
كنا سوياً لمدة أربعة أشهر كاملة لم نرى منه إلا عمل الخير ونصحه للمجاهدين بالعمل الجماعي وصاحب المبادرات الطيبة كان في الجميع،، لا يمر ثلث الساعة إلا ووجدتنا معاً هو وأنا وأخي عبدالله حامد فقد آخينا بعضنا وأحببناه وأحبنا في الله وكأننا أشقاء من بطن واحدة.
تقدم الصفوف في معارك جبل موية حتى أتى نصر الله وتم طرد العدو الغاشم في الخامس من أكتوبر ٢٠٢٤م ومع نهاية ذاك الشهر فارقنا مودعا برسالة خاصة مفادها لنا لقاء آخر بعد.
انتقل إلى الخرطوم وانخرط في صفوف تحرير القيادة العامة والصالحة آنذاك توفيت شقيقته إثر علة لم تمهلها قليلا بمنطقة كتال ولم يلبث إلا قليلا حتى فارقه شقيقه الأصغر شهيداً في دفاعات فاشر السلطان وكل هذه الإبتلاءات لم تضعف من عزمه ورباطة جأشه.
أوفى خفاش بوعد اللقاء ولكن لم يمهلنا محادثته مثلما كنا نفعل سابقاً.. فبتاريخ ٣٠ يوليو ٢٠٢٥م استشهد الإمام الشاب في يوم الخميس يوم ترفع الأعمال إلى الله استشهد مقبل غير مدبر ممسكاً بسلاحه ضاغطاً على الزناد،، استشهد في خير البقاع أرض الجهاد ميمماً أرض اللحاق،، مودعاً بالله أكبر والله اكبر على كل من طغى وتجبر،، الله اكبر تحت لوائها نحيا ونقبر،، والله لقد رسمت الشهادة نفسها على وجهه قبل الهجوم وكأنه تصديق لقول الله تعالى 🙁 وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون) صدق الله العظيم.
أحمد محمد أبوبكر “خفاش” كان أخاً طيب المعشر، صادق الوعد، لا يخشى في قول الحق لومة لائم، لم تغتره الدنيا فكان العزوف عن بهارجها ولا تصطاده مقلها، لا تمر ليلة إلا وكان قائماً لله قانتاً له،، كان محباً لعمل الخير.
قد تخنقنا العبرات وتشحب وجوهنا ويعتصر الحزن قلوبنا ولسان حالنا قد عجز عن الكلام،، فقدنا أحمد وفقدنا عظيم والمصاب جلل ولكن هيهات أن نتراجع أو أن ننكسر،، سنمضي على خطاه، سنثأر له ولكن سنثأر لرب ودين ونمضي على السنة في يقين..
نعم إنا محزونون على فراقك ولكن هذه إرادة الله والحمد لله على كل حال وإنا لله وإنا إليه راجعون.
لن نقول لك وداعاً أخي أحمد بل إلى أن نلتقي في جنة عرضها السموات والأرض وستظل أشجان المتوحد زكراك معي.
أخوك علي سرالختم علي عثمان