رأي ومقالات

أنتم أولى بالتصنيف: من الذي يستحق أن يُوصم بالإرهاب؟

أنتم أولى بالتصنيف: من الذي يستحق أن يُوصم بالإرهاب؟
مدخل:
كثُرت في الآونة الأخيرة دعوات تصنيف الحركة الإسلامية السودانية كـ”تنظيم إرهابي”، في سياق حملة ممنهجة تقودها جهات ممولة من الخارج، على رأسها الإمارات، لتصفية خصومها العقائديين والسياسيين.
لكن لنتوقف قليلًا ونسأل: من الذي تنطبق عليه فعلًا صفات الإرهاب؟ من الذي خان، وذبح، وساهم في تدمير الدولة والمجتمع؟ ومن الذي، رغم الأخطاء، وقف عند الشدائد في صف الوطن؟
متن:
أولًا: الشعب هو من يُصنّف، لا الخارج
لا حاجة لقرارات أمريكية أو أوروبية لتصنيف أحد. الشعب السوداني قال كلمته:
الحركة الإسلامية، رغم ما لها وما عليها، ظلت أقرب للتراب، للهوية، للمجتمع.
أما أنتم – أصحاب الدعوات الجوفاء – فقد صُنّفتم فعليًا كخونة، وعملاء مأجورين، وأدوات رخيصة في يد مشاريع أجنبية.
ثانيًا: حين اشتعلت الحرب… من ثبت؟ ومن خان؟
حين دقت ساعة الحقيقة، لم يتردد الإسلاميون – بكل أطيافهم – في دعم الجيش السوداني، والدفاع عن المواطنين.
فتحوا بيوتهم، وساهموا في التنظيم الشعبي، وتحملوا سيلًا من الاتهامات… لكنهم بقوا في الميدان.
أما أنتم، ساعدتم المليشيا التي تقتل شعبكم.
فمن هو الإرهابي؟ من يدافع عن وطنه، أم من يتواطأ مع القتلة؟
ثالثًا: أنتم أعداء للإسلام نفسه، لا فقط للحركة الإسلامية
ليت عداءكم اقتصر على الحركة الإسلامية كتنظيم سياسي، لكنكم في جوهركم أعداء للإسلام نفسه.
مشروعكم لا يستهدف حزبًا أو جماعة، بل يستهدف الدين، والقيم، والهوية.
تتقنعون بالحداثة، لكنكم تعملون على تفكيك المجتمع، وإفراغه من عقيدته، وتغريب شبابه.
تسيرون في ركاب أجندة أبوظبي، التي ترى في الإسلام – بمختلف تياراته – عدوًا يجب اقتلاعه، لا مكونًا يجب احتواؤه.
رابعاً: أنتم ستفشلون… لأن الخيانة لا تبني مشروعًا
من يتحرك بأوامر السفارات، ويعتمد على تمويل أعداء الأمة، لن يستطيع أن يبني وطنًا.
أنتم صنيعة اللحظة، مشروع هش، بلا جذور، ولا شرعية، ولا امتداد.
ستفشلون كما فشل غيركم، لأن هذا الشعب – رغم جراحه – لا يقبل بالخونة، ولا يمكّن العملاء.
مخرج:
نعم، الحركة الإسلامية تحتاج مراجعة.
نعم، لها ماضٍ معقّد، وفيه كثير من الأخطاء.
لكنها جزء أصيل من هذا الوطن، وقد وقفت ساعة الشدة في خندقه.
أما أنتم، فلا ماضٍ لكم إلا الخيانة، ولا حاضر إلا التبعية، ولا مستقبل إلا السقوط.
أنتم أولى بالتصنيف، بل لقد تم تصنيفكم فعلاً… لا من واشنطن، بل من قِبل الشعب السوداني:
خونة، مأجورون، وأعداء للدين والوطن.

وليد محمدالمبارك احمد