حول بيان الرباعية الدولية

حول بيان الرباعية الدولية :
ما يجب أن يكون حاضراً في عقلية صناع الرأي العام ليس درجة تأثير مثل هذه البيانات التي تصدر متزامنة مع تقدم الجيش على المليشيا هذا غير مهم ؛ المهم هو لماذا يتبني الوسطاء رواية الجهاز السياسي للتمرد (صمود وتأسيس) بمعنى هنالك ثوابت تقولها الوساطة كلما إجتمعت وهي :
1 / لا منتصر في هذه الحــــ ـرب
2/ لا حل عسكري للحـ ـــرب
3/ الحــــ ـرب تسببت في أكبر كارثة انسانية في العالم

هل هناك رواية أخرى خلاف النقاط الثلاثة!!!! لا يوجد .. إذن علينا تفسير الحالة أعلاه للخروج من النفق الدولي في قراءة مآلات الأزمة السودانية عبر وسائل سياسية ودبلوماسية يهتم بها العالم .. ونقول التالي :
العالم يتعاطى دائماً مع القوى السياسية التي عزلتها الآلة العسكرية من المشهد او من السلطة غض الطرف عن قوة هذه القوى السياسي ودرجة تأثيرها وشعبيتها ؛ هذا عنوان رئيسي لذلك استغل المبعوث الاممي السابق فولكر فرصة بداية الاقتتال بين الجيش والتمرد فقام بعقد اجتماع عبر الفيديو مع قيادات قحت قبل أن تتحور الي تقدم ؛ للتنسيق بينهم و تقديمهم للعالم ؛ فكانت بروز رواية لا حل عسكري للحـ ـــرب في الساعات الأولى من عمر الانقلاب ..
فولكر خبير أممي يعرف السلوك السياسي للأنظمة الغربية

في تعاملاتها مع دول العالم الثالث فبعد ابعاده من البعثة بطلب من الفريق البرهان وجد ضالته في وظيفة المستشار الحر الخبير بالازمة السودانية ..
وشاهدي في ذلك أن رواية تفسير الأزمة ظلت ثابتة طوال الفترة السابقة . تتجدد وتتبدل ترتيب الأرقام فقط كلما عزم وسطاء جمع المتحاربين سواء كانت جدة الأولى أو الثانية أو المنامة اوجنيفا فقط يتبدل ترتيب التسلسل الرقمي لعناصر الرواية لكنها يظل الإصرار على الطرق عليها ثابت ومحور نقاش الوسطاء ..

بالمقابل فقد عجزت القوى السياسية السودانية الوطنية في بناء تنظيم سياسي او تحالف خلف قوات الشعب المسلحة والشرعية وكلما همّت طائفة او مجموعة لبناء ذلك الجهاز السياسي برز خلاف وتصعيد يؤجل الفكرة وينسف الخطة نحن في هذا المضمار منذ اول يوم في الحــــ ـرب .. وإذا نجحت هذه القوى السياسية في بناء لُحمة وطنية مقابل مجموعة الخيانة فإن العالم لن يكون مضطراً للتعمال معها بسبب تأخيرها او شبهة عسكرتها .. في هذه الحالة يجب أن نستفيد من الإجماع في حشد الشارع الواسع صاحب المصلحة في أنهاء التمرد بالبندقية .. خروج الشعب تضامنا مع الجيش يؤخر المؤآمرة الدولية ويربك حسابات الوسطاء هذا مؤكد ومجرب لا خلاف حوله ..

الرباعية الدولية لم تأتي بجديد يذكر لأن تكلفة أنهاء الأزمة عبر الوسائل الدبلوسياسية يتطلب ان تقوم أطراف الرباعية بإلزام دولة الإمارات بعد اتهامها بالتواطؤ أن تحبس دعمها للتمرد وهذا من ضروب المستحيلات . والبديل هو أن تنفس الإدارة الأمريكية عن نفسها بوابل من العقوبات على طرفي النزاع (حد تعبيرها)
اتفق ان تأثير بيان الرباعية سيكون طفيفا على واقع الجيش
المتقدم في الميدان .. لكن حال تم تجاهله من السلطة من المؤكد ان تستمر الإمارات في دعمها للتمرد وهي بذلك قد تكون وجدت ضالتها في شرح موقفها أمام لإدارة الأمريكية كمببرر لها ان الجيش لا يرغب في السلام

Osman Alatta

Exit mobile version