حالة (عبط) المنطق والدرك السحيق الذي شكّل مشهد خونة الوطن هذه الأيام، جعل منهم جزرًا معزولة. لنأخذ ثلاث نماذج:
الأول: القيادية التقزمية رشا عوض (روشا غمط) كتبت مقالًا متهمة جهات كثيرة كانت داعمة لثورة فولكر بأنهم غواصات عادت لديارها. لا يا هذه. العائدون اكتشفوا بأنهم ضحايا كذبة كبرى اسمها ثورة. وتيقنوا بأن خدعة ذكية فولكرية ساقتهم بالخلا لتقسيم الوطن. الآن يشكلون ركيزة أساسية في بناء ما دمره إطاري فولكر.
الثاني: فيديو لقيادي ميداني يبكي هلاك أربعة من أشقائه بالطيران. يناشد حميدتي بإيقاف طيران الفلول بالتشويش – وهذا ما التزم به حميدتي من قبل لهم – بل اعترف بأن الفلول منتصرون بالطيران. ثق أيها القائد الجهلول بأن القادم أفظع مما بكيت منه.
الثالث: القيادي بحكومة تأسيس الواتسابية (برمة مريومة) يناشد الجيش والدعم السريع بعدم خوض معارك في مدينة الأبيض. لا يا غالي سوف يستمر الجيش في تطهير كامل تراب الوطن. عليه نناشدك أن تكف أذاك عن أطفال ونساء وعجزة الشعب، بحملك للسلاح مع أبناء عمومتك. وأن تعود لرشدك. فقد أهلكت شباب العطاوة في معركة لا ناقة لهم فيها ولا جمل. فأنت وهم ترس في ماكينة طحن الوطن.
وخلاصة الأمر نؤكد بأن حالة التوهان التي يعيشها (جنجاتقزم) سوف تزداد وتتسع حالما تحررت كردفان بالكامل؛ لأنها تمثل خط الدفاع الأخير. لذا لا تستغربوا فقدان بوصلة الحركة السياسية والعسكرية هذه الأيام؛ لأن مفعول سحر الجيش في المحاور أكبر من المتوقع، لذا التصريحات المضحكة هي عنوان المشهد.
د. أحمد عيسى محمود
عيساوي
الأربعاء ٢٠٢٥/٩/١٧
