نحن وأمريكا

لم يعد يتردد في أعالي البحار صدي كلمة (الأسطول الأمريكي السادس) الذي كان اسمه يثير الرعب لدى كثير من الجيوش.
ليس أسطولها فقط بل مشاة البحرية الأمريكية التي كانت تتمدد في كل العالم، و لكنها أصبحت اليوم لا تستطيع العودة لدولة خرجت منها و أن تمتد لأراض جديدة.

إنحسر الجيش الأمريكي بعد أن خرج مهزوماً من أفغانستان التي سبقها بخروجهم من الصومال.
عرض عسكري واحد قامت به دولة واحدة هي الصين أعاد حسابات أمريكية و أطلق تصريحات منفعلة من الرئيس الأمريكي.
كان العرض الصيني نشاط من دولة كبرى تعمل لتضع خطوطها علي مستقبل العالم فتصنع من السلاح أكثره تطوراً و تجمع رؤساء دول علي صعيد مختلف مع أمريكا بينما ترامب لا يعلم و يدري ما يفعل.

واقع دولة كبرى متراجعة لا ينسجم مع مواقف و أفعال رئيسها.
ترامب يتولي كِبر أسوأ مشروع إحتلال في العالم العربي و لكنه بعيد عن فهم ثقافة و قيم الشعوب العربية و الإسلامية و يستفزها بمسعى فاشل لتهجير أهالي غزة ليفرض دولة إسرائيلية مكتملة.
ترامب لا يفهم ثقافة هذه الشعوب و هو لا يكتفي بأن يستفزها فقط بحكاية غزة بل يستفز قادتها، و هي أمة تبجل قادتها و أبطالها فيبتز بالأموال في مجالس مشاهدة و مقصود أن تكون مشاهدة و الشأن في لقاءات الزعماء أن تعلن نتائجها و لا تعلن وقائعها.
ترامب يقدم صورة أخلاقية لا تُقبل وسط أمة العرب و المسلمين و هو يقابل جميل قطر في وساطتها بعون العدوان عليها. يفعل ذلك و هدية سمو الأمير لا تزال عجلاتها غضة.

الوقفة ضد الولايات المتحدة جاءت كبيرة و من مؤتمر قمة عربي وإسلامي و كانت المواقف فيه أقرب للتطابق و هذا ما يُحدث نارا في مؤتمر لعدد كبير من الدول مختلفة المواقف و المصالح و مختلفة العلاقة مع أمريكا منه مَن يصدقها و أيضا مَن يعارضها و يكاد يكون لها عدو.

ليس لأمريكا اليوم من أمر له شأن غير العلم و الإقتصاد و العلم نقصه لا يدمر أمة و قد يضعفها، و أمريكا لم تنفع بإقتصادها كل من حالفها و ساندها . لا تفعل ذلك إلا مع إسرائيل .
ليس لأمريكا من مشروعات في الصناعة و لا في الزراعة تقيمها لتعين بها دولة صديقة .
لم تدعم خزينة و لا ميزان مدفوعات دولة .
ليس من سيرة لأمريكا في العالم إلا الاستفزاز و الإرهاب .
تمتد يدها للصندوق و البنك الدوليين لتسيطر علي أموال الشعوب و تمتد إلي مجلس الأمن لتسيطر علي حكومات و جيوش العالم .
الكائنات الكبيرة و الضخمة تمرض و يدب فيها الوهن قليلاً قليلا لتسقط مرة واحدة .
من دلائل قصور النظر السياسي أن تدفع دولة كبرى دولاً مثل مصر و السعودية و الباكستان لتنأي عنها و تسمع لأول مرة من مصر وصفها بالعدو .
لن تتغير دولنا بين يوم و ليلة و لكنها ستبدأ في التنفس بعمق و التفكير بعقل لتحفظ كيانها .

راشد عبد الرحيم

Exit mobile version