* في بيانه الصادر في ١٧/ ٩/ ٢٠٣٥ تحدث ياسر عرمان عن “عيوب بيان الرباعية”، وذكر منها: (هناك اشارة مبهمة “للقوى المدنية”، وقد وردت اشارات سابقة في تصريحات “للقوى المدنية المستقلة”.. يجب ممارسة الحساسية الكافية، لأن هذه التصريحات قد تسمح لقوى الحرب والإسلاميين بالخروج من الباب والدخول من النافذة مرة أخرى.)
بحديثه هذا أثبت ياسر عرمان افتقاده لأي حساسية سياسية ووطنية تمنعه من المجاهرة بالتهافت على الوصاية الخارجية، والاستقواء بها، وطلب المزيد منها، وهذا يؤشر إلى مدى عمق ارتهانه للخارج، ويكشف مدى ضعف حساسيته في معرفة ما يرضي الرأي العام وما يسخطه، وما يجوز التصريح به وما لا يجوز!
انطلق عرمان في كلماته أعلاه من عدة مسلمات وافتراضات لا تشرِّف أي وطني:
١. قطعت جهيزة الرباعية قول كل خطيب فيما يخص شكل أي عملية سياسية قادمة، تبقى فقط أن تدقق في قضية الأطراف المشاركة!
٢. للرباعية الحق الأصيل في تحديد الأطراف، والمشكلة ليست في هذا الحق، بل في “تقصيرها” في ممارسته بالحزم والوضوح الكافيين!
٣. دور السودانيين يقتصر على “تفسير” أوامر الرباعية فيما يخص أطراف العملية السياسية. وعلى الرباعية أن تقدم التفسير جاهزاً، لتغلق الباب أمام جدل التفسيرات وصراع التأويلات، ولتلغي، بذلك، هامش الدور السوداني فيما يخص هذه القضية!
٤. الإشارة إلى الاطراف المسموح لها بالعمل السياسي في السودان كان يجب أن تكون أكثر حساسيةً بما يطابق حساسية عرمان، بأن يشار إلى “صمود”، أو إليها ومن ترضى عنهم!
٥. السند الخارجي والانتخاب الرباعي هما الأصل الذي يلغي مفعول السند الجماهيري والانتخابات، ويؤجلهما للمدة الملائمة لاحتياجات الخارج و”صمود”!
٦. إذا لم تستجب الرباعية لمطلب عرمان، ولم تحدد “صمود” ومن تستصبحهم كقوى حاكمة، واكتفت بتعريف القوى المدنية بأنها القوى “المستقلة”، فإن عرمان سيفسر كلمة “المستقلة” بأنها تعني “المُموَّلة أنشطتها من الخارج”!
٧. وإذا استجابت وكانت أكثر تحديداً وحسماً، فإن عرمان في أي عملية سياسية قادمة سيحمل معه النص القاطع ويحاجج به: هذا أمر صادر عن الرباعية ينص على حكمنا، وهو واضح الدلالة ومانع للتأويل!
٨. أما في قضية الأطراف المطلوب عزلها، أي “قوى الحرب” فخير من يفتي في ذلك هو “المحارب التاريخي المزمن” عرمان نفسه، بمعية “المحارب الإقليمي المدمن” الإمارات!
إبراهيم عثمان
