رأي ومقالات

فوضى الدفاع وفضائح التجريب

فوضى الدفاع وفضائح التجريب
من يراجع دفاع خالد عمر وبكري الجاك وجعفر حسن عن الميليشيا في قضية مطار مروي (ملحق) سيجد أنه لم تتوفر لهم حجة متينة يجمعون عليها، وأن كل واحد منهم قد شق طريقاً دفاعياً مختلفاً، ولوى عنق المنطق على طريقته، وصاغ منطقه الخاص، ولم يردد حجة زميله، ولم يردد بقية زملائهم ما قالوه. هذه الظاهرة تحمل دلالات مهمة:
١. لا يترك سلوك الميليشيا للمدافعين مجالاً لاجتراح حجج مقنعة تصلح كحجج مركزية موحدة يتفقون جميعاً على ترديدها.
٢. لا تعبأ الميليشيا بسد كثير من الثغرات، فتتركها مفتوحة، فيجد أعوانها أنفسهم مضطرين لارتجال دفاعهم الخاص، كل على طريقته، في مواجهة الأسئلة المحرجة أو عند المبادرة بالدفاع.
٣. يعتمدون في الدفاع على التجريب، أي يختبرون السوق الخطابي، فيطلقون حجة هنا وأخرى هناك، ويجربون أشباه الحجج على أمل أن يجدوا مشترين.
٤. غياب الاقتناع الذاتي أوضح ما يكون. فلا أحد منهم يثق بصحة دفاعه فيكرره، ولا يثق بدفاع زملائه فيتبناه ويردده أو يطوره.
٥. يقوم دفاعهم على قلب الدليل الواضح ضد الميليشيا وقسره ليشهد لها، حين يعجزون عن إنكاره.
٦. يتحول الدفاع ــ منذ إطلاقه ــ إلى فضيحة، ولذلك يتخلى عنه صاحبه سريعاً، ويحرص الآخرون على عدم ترديده.
٧. في بعض الحالات يضطرون لإعادة شرح وتفسير ما قالوه، وفي بعضها يحاولون الوقوف على مسافة من القول، كما حدث في التوضيحين بخصوص حديثي علاء الدين نقد عن الاغتصاب، وعن “إنجازات” الميليشيا في ولاية الجزيرة.
٨. التزامهم بالولاء للميليشيا يجعلهم لا يتوقفون بسبب الفضائح، بل يمضون إلى تجريب جديد وفضائح جديدة، في سلسلة من الأقوال والفضائح لا تنتهي.
٩. يعطي سلوكهم انطباعاً بأن غايتهم الأساسية هي أداء واجبهم تجاه الميليشيا وراعيها الإقليمي، وليس الإقناع.
الدفاع عن الميليشيا هو سلسلة محاولات فطيرة يائسة، قصيرة الأجل، تتعدد بعدد المدافعين، وتزداد بذلك ضعفاً. ولولا غناها بما نهبته وفقرها بالسمعة، واحتياجها لأي قلم يبيع نفسه، لما دفعت الميليشيا درهماً واحداً مقابل هذا الدفاع الذي لا يجلب سوى الفضيحة!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أقوال أعوان الميليشيا عن قضية مروي:
بكري الجاك: (في ناس من الدعم السريع بقولوا ليك “نحن لو قمنا بالحرب دي في شنو بخلينا كان نمشي مروي ونجي راجعين، كان عندنا وضع مناورة أفضل، وكان ممكن يكون في حسم عسكري سريع”. الكلام دا طبعاً ممكن يكون صحيح )
جعفر حسن: (القضية هل قوات الدعم السريع كان ممكن تمشي بورتسودان وما تمشي مروي؟ تمشي الجنينة وما تمشي مروي؟ ولا المسألة دي مرتبطة بتفاصيل تانية، دي جزء من إعداد المواجهة الكانت موجودة جزء في مروي، وجزء في الخرطوم، وفي غيرها )
خالد عمر يوسف: (الدعم السريع ودَّا قوتو مروي، طوالي بدينا وساطة: “يا الدعم السريع أسحب قوتك من مروي، يا الدعم السريع أسحب قوتك من مروي”. طبعاً برضو كان في حاجة غريبة شوية يا سعد يعني هو الدعم السريع دا ودَّا كم مروي؟ ٢٠ تاتشر، ٣٠ تاتشر، كم يعني؟ طيب هو الدعم السريع دخَّل الخرطوم ٧٠ ألف، شنو البخلي مروي قضية كبيرة وال ٧٠ ألف الجوة الخرطوم ما قضية كبيرة؟ الكلام بتاع مروي دا كان بقود لشكوك أكتر، وكأنو في شيء، وفعلاً في شيء، شنو البخلي موضوع مروي دا كبير، ياخ ما في زول دخل ٧٠ ألف الخرطوم، أخطر دا ولا إنو ودا ٢٠ تاتشر ولا ٣٠ لمروي؟)

إبراهيم عثمان