رأي ومقالات

ناس القوالات وشئون السودان

وثائق الخارجية البريطانية ..
ناس القوالات وشئون السودان…
تكشف وثائق الخارجية البريطانية لسنة 1951م أن الحكومة المصرية طلبت الموافقة لها بتنفيذ مشروع سد مروي مقابل موافقتها لحكومة السودان بتعلية خزان سنار واحد متر فقط لاغير.
حكومة السودان كانت وقتها برئاسة السير روبرت جورج هاو ، وهذه من عجائب معادلات الحكم الثنائي أن الحكومة المصرية لم تكن تستطيع بناء مشروع في السودان الذي كان سياديا تابعا لها إلا بموافقة حكومة السودان !

كما تكشف المراسلات إصرار الملك فاروق أن يكون لقبه الرسمي ملك مصر والسودان ودارفور وكردفان وإصرار الحكومة البريطانية أن يكون اللقب ملك مصر والسودان فقط لا غير.
يبدو والله أعلم أن العقل السياسي المصري كان حتى ذلك الوقت ينظر للسودان بأنه سودان جزيرة سنار.

تتحدث عن أحد السياسيين بأنه تم دعمه من حكومة السودان بالمال وأنه كثير الشراب.
على سياسيينا الذين يدمنون زيارة السفارات وحب الثرثرة مع الدبلوماسيين أخذ العلم أن كل قوالاتهم توثق وترفع في رسائل بين السفارة ووزارة الخارجية للبلد الأم.

مشكلة هذا البلد ضعف الحس الأمني وحب العظمة والرغبة واللهفة في الحصول على تقدير الآخر والآخر يمنح التقدير المجاني من خلال الإبتسامات العريضة والطبطبة على الأكتاف فتكون النتيجة أن السوداني الطيب يظن أنه قد صار صاحب علاقات دولية وإن هو إلا مجرد مصدر للقوالات والتنازلات لاحقا إن صار ذا منصب.

وأخيرا أرجو أن تخبروني إن كانت لديكم رغبة في المزيد من القوالات بشرط عدم الإفصاح عن الأسماء طبعا.
#كمال_حامد 👓