رأي ومقالات

فُتَاتُ المليشيات وحرب اللافِتات !

تَفَتَّقَت ذهنية المليشيا الزَّنِخة عن فكرة عبقرية!! وهى تتقهقر أمام جحافل قوات الشعب المسلحة والقوات المشتركة وكتائب البراء ودرع السودان والمستنفرين، من محطةٍ إلى محطة ومن ارتكازٍ إلى ارتكاز، فكل وثبةٍ من ق.ش.م. يُقابلها مُعراد من مليشيا آل دقلو، حتى أصبحت المعادلة من جانب المليشيا كما يلى:

دخول منطقةٍ ما، فتصوير مقطع أمام لافتةٍ ما، فاِرسال، فخلع اللافتة فانسحاب فتصوير مقطع يؤكد أنهم مسيطرون وأن إعلام الفلنقايات يكذب!! والدليل اللافتة وهكذا ابتدع الجنجويد نوعاً جديداً من الحرب، هو حرب اللافتات !! ومن حقهم الأدبي أن تُسجَّل هذه التسمية باسمهم. فهناك حرب العصابات وحرب الغوريلا، Hit & Run أضرب واهرب، لكنه لم يشتمل على خلع اللافتة عند الهروب.

ولايهم بعد ذلك، فعندما يدحرهم الجيش من أي منطقة معروفة بالاسم فلن يستطيع الجيش تصوير اللافتة ليثبت صدق دعواه، وهكذا فإن عبقرية خلع اللافتات تخدم أغرضاً مزدوجةً فهي تزيد من صدقية المليشيا من جانب وتضعف رواية الجيش من الجانب الآخر ولا تَعْدَم السُذَّج من الناس الذين يصدقونها، كما انه لا يهم (إن كان اللص قد سرق الشنطة فالمفتاح لايزال فى جيبى!!) ملحوظة مابين القوسين لا علاقة له بفيلم الرصاصة لا تزال فى جيبى، لذا لزم التنويه.

ولاتزال ابداعات المليشيا الارهابية تَتْرَىٰ كلَّما تقدم الجيش من نصر إلى نصر على ما تبقى من فُتات المليشيا التي لا يتبقى لها سوى اللافتات كدليل على تمسكهم بالأرض.!!

التَّمَسُّك بالأرض فى العُرف العسكرى أشدّ خطراً وأعلىٰ كلفةً من دخولها أو الاستيلاء عليها، ولعل جنرالات الخلا لا يعلمون، وأنَّىٰ لهم ذلك، وهم لم يتلقّوا أَيَّة دروس فى العلوم العسكرية!! وللانصاف فإنهم لم يدَّعون لأنفسهم علماً عسكرياً ولا زعموا دخول أي كلية حربية بل إن قائدهم قد قال فى لحظة وهو يشير إلى كتفيه المثقلتان بالعلامات العسكرية: ديل ما دخلنا ليهن كلية حربية جاتنا من الله كده ساااكت!! وقد صدق وهو الكاذب.

دخول لبس العلامات للجنجويد هَيِّن، لكن التأمل فى الحروب!!

النصر لجيشنا وما النصر إلا من عند الله.

محجوب فضل بدري