رأي ومقالات

يبدو أن حمدي رزق وهو ينفض الغبار عن ذكرياته القديمة، لم يجر أي تحديث لنظام معلوماته

الصحفي المصري حمدي رزق، الذي استضاف وكيل المخابرات المصرية السابق اللواء حاتم باشات على فضائية صدى البلد، يُعدّ من الصحفيين المصريين الذين كانت لهم معرفة بالسودان، لا سيما في تسعينيات القرن الماضي حين كان قريباً من دوائر التجمع الوطني الديمقراطي المعارض آنذاك.

غير أن رزق، ومنذ تلك الحقبة انقطعت صلته المباشرة بالشؤون السودانية، وضعفت معلوماته عن تعقيداتها وتحوّلاتها ومستجداتها.

وقد بدا ذلك جلياً في مداخلته غير المواكبة، ومقاطعته الخشنة لباشات، إضافة إلى أخطائه المتكررة في ذكر الأسماء.

وأرجّح بدرجة كبيرة عدم صحة الرواية التي أوردها عن الأستاذ علي عثمان محمد طه، نائب الرئيس وقتها فكل من عرف الرجل من الصحفيين يعلم يقيناً أنه لم يسبق له أن اصطحب صحفياً ــ سودانياً كان أو غير ذلك ــ في سيارته.

أما الجملة المنسوبة إليه بأنهم لا يمانعون من إقامة المشروع الحضاري في شارع المك نمر فقط، حتى ولو انفصلت كل أجزاء السودان، فهي غريبة تماماً عن القاموس التعبيري لطه، وعن حذره السياسي المعروف في التعامل مع الإعلام.

ويبدو أن حمدي رزق وهو ينفض الغبار عن ذكرياته القديمة، لم يجر أي تحديث لنظام معلوماته منذ منتصف التسعينيات فصار يتعامل مع السودان كما لو كان برنامجاً يعمل بنسخة قديمة غير محدثة، تتكرر فيه الأخطاء كلما حاول تشغيله… ومع ذلك يصر صاحبه على الحديث بثقة (الخبير) قبل أن يتأكد حتى من أن الجهاز ما زال يصلح للعمل..!

ضياء الدين بلال