البرهان: وقرارات التَّخَلُّص من الفائض

الكلمة التى ألقاها سعادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام لقوات الشعب المسلحة أمام هيئة الأركان وقادة جميع الأفرع والوحدات رتبة[فريق/لواء] وقادة الأجهزة النظامية الأخرى كان من الممكن وصفها بأنها دَرْشَةَ لمليشيا عيال دقلو وتابعيهم من عملاء الداخل وداعميهم من عيال زايد ومن ورائهم أصحاب الأجندة المكشوفة من المخابرات العالمية بأنها (دَرْشَةَ اَلْكَلِبْ اَلْلَّكَلَ الدَّرِيشْ).
وهذا صحيح لكن برزت من كلمات الرئيس البرهان مصفوفة تسلتزم أن توضع بنودها قيد التنفيذ الفوري، ومنها التَّخلُّص من فائض المراحل التي صاحبتْ الحرب، والمحادثات التي تخللتها والفُرَص التي أهدرها غرور مليشيا عيال دقلو وأعوانهم.
ومن بين تلك الفوائض فائض العملاء، وفائض الوسطاء، وفائض مروجي الشائعات. لكن كلمة الفريق أول ركن البرهان تخلَّصت من كل تلك الفوائض بكلمة واحدة فكانت ضربة مُعَلِّم .
وكان نصيب الصهر الرئاسي مسعد بولس من تلك الضربة وافراً، فقد صَوَّب البرهان رصاصته على وجه الرباعية فسقطت (رباعيتها) أي أسنانها الأمامية، وتَكَشَّف قُبْحها.
ولم يترك البرهان لمسعد بولس جنبةً يرقد عليها ولن يجد تاجر الخردة اللبناني فرصةً ليحصل على الحديد الإماراتي الراقد خُردة في ساحات المعارك التي أبلى فيها جيشنا البلاء الحسن الذى شهد به العالم أجمع، ولربما أتاح البرهان – من غير قصد منه – الفرصة لمسعد بولس لكي يوفر جهوده لمعالجة مشاكل وطنه الأصلي لبنان الممزق الجريح.
نزلت كلمات البرهان برداً وسلاماً على الحضور المهيب من الجنرالات وعلى جموع الشعب السوداني المتطلع إلى النصر الحاسم فى حرب الكرامة، وأَلْقَمَت كل المتاجرين بالقضية والمشائين بالنميمة حجراً، فقد حوَّلت كلمة البرهان كل التَّخرُّصات إلى هشيم تذروه رياح الحقيقة المجردة. – ضاعت أوهام مليشيا عيال دقلو كَرَمَادٍ ٱشۡتَدَّتۡ بِهِ ٱلرِّیحُ فِی یَوۡمٍ عَاصِفࣲ لَّا یَقۡدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا۟ عَلَىٰ شَیۡءࣲ ذَ ٰلِكَ هُوَ ٱلضَّلَـٰلُ ٱلۡبَعِیدُ.
– وتبددت أحلام دويلة عيال زايد التي قتلت السودانيين وهتكت أعراضهم من أجل أطماعها فى السيطرة على أراضى وموانئ ومقدرات بلادنا الأبِيَّة العصِيَّة فصارت أطماعهم كَخَيْطِ دُخَان!!
ومن أبرز نتائج كلمات البرهان (تلجين) لجنة الرباعية، والتلجين اصطلاحاً هو إخراج المعدات من الخدمة.
و(تكهين) مهماتها، والتكهين هو تحويل المهمات العسكرية إلى كُهْنَة أى خِرقة بالية والتى غالباً ما تُحْرَقْ. – والتكهين ليس من الكَهَانة لكنه إجراء عسكري تُكَوَّن له لجنة تُسمى لجنة تكهين، تقابلها فى الإجراءات المدنية، لجنة التخلص من الفائض.
الوضوح والصراحة التى اتسمت بها كلمة سعادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، والدرب العديل الذى اختطه لم يترك [الكاهن] أي مجال للتكهنات.
ولا عزاء للقحاطة المتاجرين بدم وعزة السودانيين، ولا لتاجر الخردة الذي أراد أن يتعلم الحجامة فى قفا اليتامىٰ.
أرمي قدام يابرهان الله معاك والشعب قدامك ووراك والرباعية حقتنا كما قال ياسر العطا، بل بس.
والله اكبر، ما النصر إلا من عند الله.
محجوب فضل بدري





