وطأة الإدانة الغربية تقيد داعمي الجنجويد في الداخل والخارج

وطأة الإدانة الغربية تقيد داعمي الجنجويد في الداخل والخارج:
قلنا سابقا أن ماساة الجنجويد تكمن في أن أي نصر عسكري يحصدونه يجلب معه هزيمة سياسية أكثر كلفة. وضحكت من قولنا أم قرون بسخرية. ولكن مرة أخري تثبت أحداث الفاشر فداحة التناقض القاتل داخل بنية المشروع الجنجويدي.
لا يمكن لأحد أن يتجاهل أهمية إدانة الاتحاد الأوروبي وبريطانيا العظمي والقوى الغربية الأخرى لأعمال الجنجويد الإرهابية. تحمل هذه الإدانات وزنًا يتجاوز الرمزية بكثير، فهي تفرض قيودًا ملموسة على الداعمين الأجانب للجماعة، مما يزيد من التكاليف السياسية والقانونية والإضرار بالسمعة الناجم عن استمرار الدعم.
حتى عندما تقصر هذه الإدانات عن تسمية الجهات الراعية صراحةً، فإن قيمتها تبقى ثابتة. الجهات الداعمة معروفة للجميع – أنت عارف وانا عارف والله عارف. ومن ضمن العارفين الأحزاب والنشطاء السودانيون الذين قد تظاهرون بالجهل وعاملين فيها رايحين.
لذا، تكتسب هذه الإدانات الغربية أهميتها، ليس الرغم من حذرها الدبلوماسي المفهوم حتي لو لو وجده البعض أقل من الطموح فهذا هو حال علاقات المال والقوة.ولكن يظل الضغط المادي والاستراتيجي والإعلامي على الداعمين واضحا غض النظر عما يحدث في الخفاء من ضغوط محتملة أو تواطؤ محتمل أيضا.
ومن المهم أيضًا أن هذه الإدانات الغربية تُشكّل ضغطًا كبيرًا على حلفاء الجنجويد داخل السودان. جميع هذه الجماعات السياسية، وخاصةً أعضاء حكومة تأسيس المنشقة عن صمود، تصبح الآن مُصنّفة من قِبَل الغرب كأعضاء في منظمة ارتكبت جرائم حرب وجرائم بشعة ضد الإنسانية . وهذا أمر بالغ الأهمية إذ ينمسخ البعض من مثقف أو تكنوقراطي أو مهني إلي مجرد مجرم حرب. كما يتعرض حلفاء الجنجويد السريون الذين يتظاهرون بالحياد لضغط من نفس الصنف وان قلت حدته إذ يصبحوا شركاء سريون لمجرمي حرب بموجب القانون الدولي.
باختصار، لا تُصدّقوا من يُقلّل من أهمية الإدانات الغربية لجرائم الجنجويد.






