رأي ومقالات

إسحق أحمد فضل الله يكتب: (خطيب لا يُبالي بجهلك)

والخطيب هذا يخاطب ما تراه بعيونك.
وقالوا لجنرال أمريكي: لماذا هُزمتم في حرب أفغانستان؟
قال: أولئك قوم لا يشاهدون التلفزيون، ولا يصل إليهم حديثنا.
وقالوا لجنرال: لماذا هُزمتم في الصومال؟
قال: هزمونا لأنه ليس عندهم مثقفون.
هل الجهل إذن هو ما ينجح!
قال: في القتال ما يصلح هو عقيدة لا تتلفت.
…….
والثقة… الثقة في الله وفي إيمان المسلم، موجزها هو:
قتيبة بن مسلم، حين يتوقف في طرف غابة ليريح جيشه، يقول له أهل المنطقة:
“هذه منطقة مزدحمة بالأفاعي والحيوانات المتوحشة.”
والرجل يقف في طرف الغابة ويصيح:
يا أهل المكان… نحن جيش محمد صلى الله عليه وسلم، ونحن نازلـون هنا… فارحلوا.
قالوا:
ولحظات وسيل من الثعابين والأسود والضباع والحيوانات يخرج ..
ما يدهشك ليس هو هذا… ما يدهشك هو الثقة الهائلة للرجل في ربه، وفي صلته به.
……..
العالم المعادي الآن لا يكاد يتورع عن شيء، والإمارات والآخرون من الأعداء يمكنهم إبادة السودان ومصر في ساعات.
و”جدية” الحقيقة هذه تجعل مصر تعمل لتفادي الخطر.
فالسد… سد النهضة يمكنه كسح السودان لأميال وأميال إن ذهبت الإمارات لاستخدامه سلاحاً.
ومصر، ومن زمان، تفتح مجاري على شاطئي النيل حتى تقود الطوفان إلى الصحراء إن وقع هذا.
والسودان، ما لم يشق أخاديد… آلاف الأخاديد… لتوجيه الطوفان إلى الصحراء، فإن الكارثة — التي تطيح بالسودان في ساعات — لا يقوم لها شيء.
وقبل شهور قليلة كانت إثيوبيا ترسل إنذاراً.
وفي الشهر الأسبق فتحت إثيوبيا بوابات من السد، وكثير جداً من الأرض في السودان غرق…
واقرأ السطور التالية:
فما أرسلته إثيوبيا من الماء هو عدة ملايين من الأمتار المكعبة من الماء…
بينما السد يحمل سبعة وستين مليار (مليار) متر مكعب من الماء.
مليارات تستطيع غسل السودان من مواطنيه… في يوم.
وأخاديد… مجرد أخاديد تُشق على شاطئي النيل تستطيع أن تمنع هذا…
وقد “تعودنا” ألّا يستمع إلينا أحد حتى تقع الكارثة.
ولأنّه إن جاء الطوفان فلا تلاوم… لأنه لن يبقى مَن يلوم… ومَن يلومونه

إسحق أحمد فضل الله