رئيس الوزراء والكفاءة وضريبة الدخل

قرار رئيس الوزراء د. كامل إدريس الذي أعلنه في ساحة الميناء القومي الأكبر في السودان بشأن إعفاء كافة رسوم الأرضيات على البضائع المكدسة ببورتسودان خلال الأشهر الماضية، لاقى ترحيباً كبيراً في أوساط الجميع. وهو قرار مهم ووطني ومسؤول، ويأتي في إطار التعافي الاقتصادي، وتزايد معدلات العودة الطوعية للاجئين وعابري الحدود، لا سيما أن معظم البضائع المكدسة موضوع القرار تخص مواطنين عاديين وغالباً للاستخدام الشخصي.
ومن تلقاء هذا الطرح فيتعين الانتباه إلى موضوع ترفيع القدرات المهنية والفنية في كافة موانئ البلاد، وخاصة فيما يتعلق بالفترة المقررة لتخليص البضائع وإنهاءالإجراءات وإدخال الرقمنة في كل مراحلها. وهذا هو الفارق الذي يحدث التقدم الاقتصادي المنشود، وتقاس به معدلات التجويد، ويعكس مستوى الكفاءة المهنية والإدارية، التي تعمل بها أية مؤسسة مهنية وخدمية. فالموانئ والمطارات ومنصات الخدمات الأخرى تقاس بالفترة الزمنية لإنجاز أية مهمة، وبكمية المهام والعمليات المنجزة في الساعة أو اليوم أو الأسبوع.
ولذا فيتعين النظر إلى مستويات الأداء وجودة الإدارة الوظيفية والتأهيلية في الموانئ والمطارات من تلقاء هذا المنظور، ومن خلال عقد المقارنات بنظائرها في المنطقة والإقليم، وكذلك بالنسبة لتصنيفها الدولي ومدى استخدامها لأفضل الممارسات المعتمدة دولياً.
فضلا عن ذلكم وبالتزامن معه، وكوسيلة لتسريع الإنعاش الاقتصادي لفترة ما بعد الحرب، فينبغي تخفيض ضريبة الدخل والأرباح على كافة الأعمال التجارية والاقتصادية والاستثمارية بحيث لا تتجاوز 10% حتى يتم تعظيم معدلات وجذب الاستثمار، وكحافز ودعوة ذكية لرجوع كافة الشركات والمؤسسات التجارية والاقتصادية التي غادرت البلاد خلال فترة الحرب لتستأنف نشاطاتها لدعم مسيرة التطور والبناء. وهذا الأمر سوف يدعم ويوسع سوق العمل، وعبره تتم إتاحة فرص لعشرات الآلاف من خريجي الجامعات وغيرهم من الذين يقفون اليوم في صفوف طالبي العمل.
هذا إجراء ضروري وعملي ومهم، ومطلوب وطنياً وعملياً وأخلاقيا، وينبغي الإلتفات له بكل جدية، ولا مناص من اتخاذه بأعجل ما يتيسر للأهمية، وبحسبانه من أفضل الممارسات المعتمدة وأنجعها في مجالات جذب الاستثمارات وتوسيع الاقتصادات وتعزيز ثقة أرباب الأعمال والشركات التجارية، وتعظيم عمليات الصادر وتسهيل الواردات.
فلا يعقل أن يكون سعر تبادل الجنيه السوداني حرا، يحدده العرض والطلب، دونما تدخل من البنك المركزي، بينما معدلات الضريبة هي الأعلى في كل المنطقة والإقليم.
هذه هي ضرورات الساعة وهذا ما يتعين على رئيس الوزراء الاهتمام به وإعلانه اليوم قبل الغد. هذه الحرب الأخرى التي يتحتم كسبها والانتصار فيها وهي عربون وضمان السلم المستدام.
دكتور حسن عيسى الطالب






