إسحق أحمد فضل الله يكتب: (يا أيها القبر… كم أنت حلو)

وقبل الحرب بأعوام ننبه إلى ظاهرة.
والظاهرة هي: دكاكين… والدكاكين هذه تنتشر… وفجأة… وفِي وقت واحد… تنتشر في كل قرية، كل مدينة، كل زقاق، كل متر.
والظاهرة ما يجعل لها معنى هو أن أصحابها الجدد كلهم من سُحنة واحدة.
والظاهرة ما يجعل لها معنى هو أن الأسعار التي اشتراها بها القادمون الجدد أسعار هي عشرة أضعاف الأسعار العادية.
والجمع والطرح يجد أن أموال جهة ما تُسكَب ملياراتها لتجعل جهة ما تتمكّن…
وفجأة، وفِي وقت واحد، تنتشر ظاهرة شراء كل شيء:
البيوت… المزارع… الأسواق… وبأسعار فوق التصور… والشراء يتمدد في كل مكان.
ننبه… ويزجروننا… ونسكت… ثم يتبين أن الوجوه تلك كانت هي وجوه الجنجويد…
وفِي الفترة ذاتها، العيون تتجه إلى مكاتب الجنسية والرقم الوطني… وزحام هائل يتدفق هناك… مليون أو ملايين يطلبون الجنسية السودانية… وكلهم (جعلتي)…
والعيون تتساءل:
أضباط الجوازات عميان؟
أم أن «دابي في خشمو جرادة»… ولا بعضي؟
وجاءت أيام قحت وفرشت البساط… لأن الجيش الجديد هذا هو جيشها…
والآن تتمدد ظاهرة ضياع ادخارات الناس من بعض البنوك، لأن عدم وجود بنوك في مناطق الحرب يجعل سوقًا جديدًا ينبت بأسلوب: المال تلتو ولا كتلتو.
……
وقبل الحرب ننبه إلى أن السودان الآن بلد يدخل من حدوده من شاء،
ويدخل مدنه من شاء،
ويدخل أسواقه من شاء،
ويدخل مجتمعه من شاء.
وأن الشعب إن ظل سلبيًا، ينظر إلى الخراب صامتًا، فإنه سوف يحمل البُقَج.
وقالوا إن إسحق فضل الله ليس أكثر من شيخ أبله…
وحملوا البُقَج…
……
والآن الحرب الأعظم التي تهدر الآن هي قطع أنفاس السودان:
اقتصاديًا… وقتل الخدمة المدنية… وتقديم جيش من المحامين أولاد (الـ…)، ليشعلوا أطراف البلاد بالقضايا لاسترداد البيوت والأسواق و…
ومثلما أن هذا النوع من المحامين موجود، فلابد إذن من حقيقة أن هناك نوعًا من القضاة موجود…
الآن المخطط ما يقوم عليه هو أن السودان بلد كل شيء فيه يُنسى بعد حين.
وما يُنسى الآن هو الأمر الذي أصدره البرهان بإلغاء كل رقم وطني صدر منذ عام 2020.
واليأس من السودان والسودانيين يجعلنا نتساءل:
(ما يؤخر أشقاها؟)
اللهم… ما يقتل السودان ليس هو العدو، ما يقتل السودان هو السودانيون.
إسحق أحمد فضل الله






