رأي ومقالات

المخابرات في الموعد

في مخاطبة لواحدة من الحشود الضخمة التي خرجت أمس لدعم الحيش أرسلت المتحدثة تحية للمخابرات السودانية واضعة بذلك أصبعاً على تغير مهم في العقلية السودانية.
طوال تاريخنا كان الإنتساب للمخابرات أمراً مخجلاً يتنكر له الناس و يشكل سباباً لهم .
في كل تاريخنا ظل اليسار السوداني و توابعه من الأحزاب التي تسمت مؤخراً بصمود تدعو لحل كل أجهزة الحماية و التماسك الوطني من جهاز أمن نميري و إلي عهدنا الحالي.

إن كانت هذه الأجهزة من الأمن و القوات المسلحة تحمي الأنطمة فإنها بعد الحرب ظهرت بوجهها الحالي النضر و هو حماية الشعب السوداني و أمنه .
أكبر مسبب للحرب الحالية هو تفكيك أجهزة الحماية في عهد الحرية و التغيير و التي أضافت لهذا الموقف المخزي مساندتها للتمرد في إبقاء التمرد بقوته و الدعوة لتظل بهذا التمدد لعشر سنوات و ذلك مع تواطؤ حكومتهم بدعم الدعم السريع و التمكين له ليسيطر أو يحيط بكل أجهزة الحكم.
كان التمرد يتوسع و هو في مأمن و تعمل أجهزة تجسسه بحرية و تنتشر في الأحياء و المؤسسات بل داخل القوات المسلحة .
دعوة اليسار لتفكيك الأجهزة الحاكمة مكنت التمرد من التوسع و الإستعداد للمعركة و هو يتمتع بحرية حركة في مقابل قيود علي الأجهزة الوطنية .
دعوة اليسار للتفكيك أتاحت للتمرد أن يستجلب المرتزقة و الأجانب من الجوار الأفريقي لتوطينهم في بلادنا.
الأخطر أن فضاء السودان المفتوح أتاح لعدد من الدول العمل بحرية لدعم هذه القوى المجرمة.

لا تزال حصوننا مهددة من داخلها بعد أن زرع التمرد و اليسار المعارض كوادره في المؤسسات الحكومية التي تقدم المعلومات للعدو و تعمل لتعطيل كل الأعمال التي تهدف لتقوية مؤسسات الدولة و تعطلت مشروعات و أعمال قانونية و إنتاجية و في الخدمة المدنية.
صمود و توابعها يعملون بنهج مزدوج لدعم العدو و تفتيت الدولة و هم بذلك يشكلون أكبر خطر علي البلاد .
حشود الأمس لها رسائل و معاني متعددة و كبيرة و على رأسها أن السودان تحرر من الذي ظل يزرعه اليسار ثم التمرد فينا .
الرسالة الأهم من جماهير الأمس أن الشعب السودان قد أدرك و فهم كل طرائق و وسائل العدوان عليه و أن الوسائل و الدعاوى الخبيثة لإبعاد الناس عن مؤسساتهم الوطنية قد إنكشفت و لم تعد مجدية.
جماهير الشعب السوداني باتت تدعم كل من يحقق أمنها و تطورها من الفرق الرياضية و من رجال الفن و الطرب و من كافة المؤسسات الشعبية.

لم يعد دعم الفئات السودانية منتقصاً، فقد تأكد التلاحم بين الشعب و الجيش و الإستخبارات و الشرطة،
حشود الأمس تأكيد علي أن التضامن الوطني هو الذي سيحقق الإنتصار علي التمرد العسكري المتمثل في الدعم السريع و السياسي و الإعلامي المتمثل في صمود و لافتاتها جميعا .

راشد عبدالرحيم