رأي ومقالات

ما يستفاد من حملة قحط لتصنيف الحركة الإسلامية كفاعل إرهابي

ما يستفاد من حملة قحط لتصنيف الحركة الإسلامية كفاعل إرهابي:
قحط أكبر بلبوس في الساحة ولكنها تدعي السلمية والحكمة ولا يهمها تناقض قولها وفعلها.
تتكون قحط من كُيانات لا تحترم أبسط قواعد المنطق والبداهة. على سبيل المثال، تقوم دعاية “قحط” على مزاعم أن الكيزان هم من أفشلوا الفترة الانتقالية ويسيطرون على الجيش وأشعلوا الحرب ويمنعون إيقافها باتفاق سلام.

إذن، بحسب رواية قحط ، فإن الكيزان هم الفاعل السياسي الأقوى في السودان، بلغ نفوذهم حدَّ إفشال الفترة الانتقالية مع أن السلطة كانت كاملةً في يد قحط ومَن اختارت التحالف معه بعد سقوط البشير.
بعد أن تصوّر الإخوان كفاعلٍ أسطوري القدرة، تصر قحط على عدم منح هذا الكائن الخرافي أي فرصة للمشاركة في رسم المستقبل السياسي، بل وتحرِّض العالم الخارجي لتصنيفه كتنظيم إرهابي. والسؤال هو: ماذا تتوقع قحط من جماعةٍ منعتها من حق العمل، وألبت الخارج عليها حتى يدمغها بالإرهاب، تمهيدا لضربها بيدٍ من حديد؟

مشكلة قحط أنها تدَّعي أنها حمامة سلام وداعية وفاق وطني، وأن خصومها دعاة حرب. لكن ما ورد أعلاه يُظهر نفاقها، لأن من يحرم عدوَّه – الذي يدَّعي أنه صاحب القوة ومدير الحرب – من كل شيء، ويطلب من العالم إدانته كمنظمة إرهابية، لا يبحث عن سلام مع هذا العدو، بل يبحث عن معركة كسر عظام معه.

الحل السلمي يعني ضرورة الحوار مع العدو والوصول معه إلى اتفاق في منتصف الطريق، يقدِّم فيه الجميع بعض التنازلات. ومن يدعو العالم لمعاقبة خصمه بتهمة الإرهاب، ليس بحمامةٍ تبحث عن سلام، بل ضبع كاسر يرتدي جلد حمل، شعاره: “بل بس حتى آخر كوز”. علماً بأن “الكوز” – في منطقهم – هو كل من خالف قحط ، حتى لو كان ماركسياً أو درزيّاً أو ملحداً أو دهرياً . أما “كيزان الجنجويد” و”الشعبي” فهم أصدقاء قحط وليسوا من الكيزان في شيء.
قحط أكبر بلبوس في الساحة ولكنها تدعي السلمية والحكمة ولا يهمها تناقض قولها وفعلها.

معتصم اقرع
معتصم اقرع
معتصم اقرع