إسحق أحمد فضل الله يكتب: (هل نكرر نفس الخطأ)

ونظرتُ إلى قوش وابن عوف وهما يهبطان من عربة واحدة، ودهشت.
دهشت لأن الرجلين كانا متباعدين جدًا،
وعرفت أن الأمر/ أمر قحت والدعم/ يبلغ حدًا يزاحم كل شيء.
كان قوش، مدير المخابرات، يعلم أن حميدتي باع للإمارات:
ميناء أبو عمامة،
ومشروع أمطار،
وجبل الذهب..
ثم جاءت الطامة، وابن عوف يجد أن حميدتي يقوم بتدريب مليون مقاتل في الخارج بتمويل إماراتي.
وحوار عنيف بين البشير وعوف وقوش نمسك عنه الآن،
لكنه ينتهي باستقالة ابن عوف.
كانت الحرب يجري الإعداد لها من أربع سنوات من وقوعها،
وقحت كانت مرحلة…. مجرد مرحلة… تسبق الحرب.
والسودان بيع للإمارات.
وشعارات قحت الفاضحة كانت موجهة لآذان وعيون الإمارات،
و(العرقي يكون مجان
كنداكة نُحندِكَا ليك).
والدعوة… دعوة كل زوجة لاتخاذ صديق….
الشعارات هذه كانت موجهة للإمارات لتقول:
انتهينا من طحن الإسلاميين، والإسلام.
والإمارات كانت قد نجحت في شق المؤتمر الوطني…
وعندها أصبح المنشقون هؤلاء هم الفك الأعلى بأضراسه،
والدعم السريع هو الفك الأسفل بأضراسه،
والإسلاميون بين الأضراس هذه.
……
ومع الشعارات كان انتشار الدعم في كل مكان.
كانت صناعة التفاهة تتمدد.
وسفارة تقيم حفلًا عاريًا على الشاطئ.
والمقعد رقم عشرة في أي بص من يجلس عليه هو رسول مخابرات إثيوبيا.
ومشروع إفساد أبناء المسؤولين.
ومشروع تجميع أبناء قبيلة معينة في بنك السودان.
وشحن كل وزارة مفتاحية بأبناء القبيلة تلك.
وكورسات لأبناء القبيلة هذه خارج السودان، وتدريب على إدارة الدولة منفردين…
وموجة العري، والشذوذ.
ويستقبلون أشهر المخنثين في المطار.
وعن سلب الشعور، تصبح قصة جمال وزير الدفاع نموذجًا.
فالشهيد وزير الدفاع حين يصر على أن ترتيبات السلام في اتفاقية جوبا تشمل الدعم،
يُرسل إليه حميدتي والإمارات من يقتله.
ثم…؟؟؟
ثم لا تحقيق، ولا تعليق، ولا… ولا.
كل هذا كان يقع قبل الحرب.
والحرب التي تجري الآن ليست أكثر من (إعلان) لما كان يجري فعلًا.
لهذا، لا أحد يتفاءل بالمفاوضات.
مفاوضات… مع من؟

إسحق أحمد فضل الله

Exit mobile version