الضيف الثقيل العنيد
من المتوقع أن يكون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد حل أمس الإثنين ضيفا على البيت الأبيض ليجد سيده المنهك بمتابعة ملف الأزمة الأوكرانية الذي شكل تحديا كبيرا لسياسته الخارجية، وعندما يدخل الضيف الثقيل على أوباما يجده منهكا كذلك بضغوط الإطار الزمني الذي وضعه للاتفاق بين الفلسطينيين والإسرائيليين خلال مفاوضات السلام التي ترعاها أميركا منذ يوليو الماضي بهدف التوصل إلى اتفاق إطاري يرسم الخطوط العريضة لتسوية نهائية حول مسائل (الوضع النهائي)، وهي الحدود والمستوطنات اليهودية والأمن ووضع مدينة القدس واللاجئين الفلسطينيين، وذلك بحدود التاسع والعشرين من أبريل المقبل، ولكن المفاوضات لم تحرز تقدما يذكر، وسوف يستضيف أوباما في السابع عشر من الشهر الجاري الرئيس الفلسطيني محمود عباس لبحث ذلك الملف من أجل الخروج من الطريق المسدود الذي وصل له الجانبان، ويحتاج أوباما المنهك أن يقنع ضيفه العنيد بضرورة تقديم تنازلات لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في إطار حل الدولتين، ولا تبدو المهمة سلهة لدى أوباما، فالضيف قاوم من قبل تصريحات وتهديدات وزير خارجيته جون كيري وعدد من القادة الأوربيين الذين قالوا إن فشل هذه المفاوضات سيؤدي إلى فقدان شرعية إسرائيل.
الضيف العنيد المسنود بأعضاء في الكونغرس الأميركي من مؤيدي إسرائيل، سيراوق كعادته في شأن التفاوض مع الجانب الفلسطيني، وسيركز على مطالب حكومته اليمينية المتطرفة في دفع الإدارة الأميركية إلى اعتماد عقوبات جديدة على إيران، وهو الأمر الذي ظل يقاومه البيت الأبيض حتى لا ينعكس سلبا على مسار التفاوض مع إيران بشأن برنامجها النووي، وقبيل التوجه إلى البيت الأبيض تعهد نتنياهو بمقاومة ما صوفها بـ (الضغوط) الأميركية بشأن محادثات السلام مع الفلسطينيين.
إدارة أوباما التي أولت – خصوصا في الولاية الثانية – أهمية لملف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية الذي عهد به أوباما إلى وزير خارجيته جون كيري منذ أول يوم لتعينه خلفا لهيلاري كلينتون لا تريد إدارة أوباما فشلا لهذه المفاوضات، خصوصا وهي تُعَد آخر الفرص المتاحة لإحلال السلام عبر التفاوض بين الجانبين، وقد أعلن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أن الجانب الفلسطيني سيلجأ إلى سيناريوهات بديلة في حال فشل المفاوضات مع إسرائيل. وقال عريقات، في كلمة أمام الاجتماع السابع لمجلس أمناء مؤسسة ياسر عرفات بمقر الجامعة العربية بحضور الأمين العام للجامعة د.نبيل العربي إنه في حال فشل المفاوضات سنذهب إلى المؤسسات الدولية لتصبح فلسطين دولة تحت الاحتلال وتحويل المجلس الوطني الفلسطيني إلى برلمان، وكشف عريقات عن أن الجانب الفلسطيني لم يتلق حتى الآن أي كتابات خطية من الإدارة الأميركية فيما يتعلق بأي بنود خاصة بـ (الاتفاق الإطار) مع الجانب الإسرائيلي.
العالم الآن – صحيفة اليوم التالي