استقالة الأخضر الإبراهيمي
لم يعد السؤال الذي كان يشغل بال وسائل الإعلام الدولية في أغسطس من العام 2012 هل ينجح الإبراهيمي في ما فشل فيه عنان بسوريا لم هذا السؤال اليوم مطروحا، بل السؤال الملح اليوم متى يستقيل الإبراهيمي، كما استقال عنان عن هذه المهمة شبه المستحيلة في أحداث تسوية سليمة للأزمة السورية؟ والإبراهيمي الذي خلف كوفي عنان كممثل مشترك للأمم المتحدة الجامعة العربي إلى سوريا قد مع نهاية الجولة الثانية من مفاوضات جنيف 2 بين المعارضة والحكومة السورية اعتذار للشعب السوري عن فشل الجولتين في التوصل إلى نتائج ملموسة، وهو الاعتذار الذي اعتبره محللون مقدمة للاستقالة رغم أن الإبراهيمي لا يزال متشبثا بالأمل في إمكانية التوصل إلى حل سلمي للأزمة السورية، وسوف يقدم في الثالث عشر من الشهر الجاري إحاطة لمجلس الأمن الدولي عن تطورات مهمته، خصوصا وأن الأمين العام للأمم المتحدة طلب منه استئناف مفاوضات جنيف في أقرب وقت ممكن.
ومع الجهود الدبلوماسية المكثفة التي قام بها الإبراهيمي خلال توليه هذه المهمة الصعبة مسنودا بخبراته الدولية الواسعة، إلا أن الكثير يرون أن الظروف التي دفعت كوفي عنان للاستقالة عن المهمة لا تزال قائمة، فقد استقال عنان بسبب ازدياد أعمال العنف وفشل مجلس الأمن الدولي في تبني قرار موحد بشأن الأزمة السورية، اليوم العنف مستمر والأزمة الإنسانية تتفاقم في المدن المحاصرة وخصوصا في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين الفارين من الرمضاء إلى النار، وإن المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود كما إن المسألة السورية تراجعت في سلم الأولويات الدولية مع اندلاع الأزمة الأوكرانية الراهنة التي تتعارك خلالها الولايات المتحدة وروسيا مما ينعكس هذا الاختلاف الأمريكي الروسي سلبا على المفاوضات السورية التي ما كان لها أن تستأنف قبل الانهيار الأخير لو لا التوافق الروسي الأمريكي حولها، وسوريا كما أوكرانيا ساحة أخرى للمواجهة بين موسكو وواشنطون التي تدعم المعارضة، بينما موسكو هي الحليف للنظام السوري.
الحديث عن استقالة الإبراهيمي يعود إلى نقاشات وسائل الإعلام الدولية ليس فقط بسبب فشل المهمة، بل إن الرجل خسر أهم مساعديه في هذه المهمة، فبعد أن استقال نائبه ناصر القدوة من منصبه في مطلع الشهر الماضي، أفادت تقارير صحفية بأن السيد مختار لاماني مدير مكتب الإبراهيمي يعتزم تقديم استقالته في وقت لاحق من هذا الشهر في حين نقل عن دبلوماسيين أن لاماني يمثل اليد اليمني للإبراهيمي لعقود مرجحين أن طلبه مغادرة منصبه قد يكون مقدمة لاستقالة الإبراهيمي.
ومع رفض المتحدث باسم الأمم المتحدة تأكيد التقارير الصحافية حول الاستقالة في وقت لاحق من هذا الشهر بعد فشل محادثات السلام، إلا أن احتمال الاستقالة وارد.
العالم الآن – صحيفة اليوم التالي