محمود الدنعو

وقتل آخر مسلم

[JUSTIFY]
وقتل آخر مسلم

قتل مئات المسلمين ففي أفريقيا الوسطى وشردوا من ديارهم بالآلاف إلى تشاد والكمرون تحت نظر العالم وحماية القوات الفرنسية المزعومة، والمجمتع الدولي لا يحرك ساكنا، وعندما سقط عشرات في أوكرانيا تدخل روسيا من جهة والغرب من جهة أخرى، بينما في أفريقيا الوسطى نكتفي بقصص مروعة وخالية تنقلها لنا ذات الصحف العالمية التي تنقل أخبار أوكرانيا، فيتفاعل المجمتع الدولي مع أخبار أوكرانيا بالتحرك لحماية مصالحه ويمر على أخبار أفريقيا الوسطى من باب التسلية، صحيفة اللومند الفرنسية نشرت قصة نوجزها لمن يعتبر ويسرع لنجدة ما تبقى من مسلمي أفريقيا الوسطى من الإبادة، فتحت عنوان (مقتل آخر مسلم بالمدينة) قالت الصحيفة الفرنسية: قتل نائب رئيس بلدية مبايكي في جمهورية إفريقيا الوسطى، صالح ديدو، الذي رفض مغادرة المدينة مع جميع المسلمين تحت ضغط أحداث التطهير العرقي الجارية هناك، وقبل ثلاثة أسابيع، وأثناء زيارة الرئيسة كاثرين سامبا بانزا، ووزيرة الدفاع الفرنسي جون إيف لودريان للمدينة، تعهّد رئيس بلدية مبايكي، ريمون مونغباندي “بأننا سنحاول حماية صالح ديدو، شقيقنا” الذي كان عبّر عن تصميمه البقاء في المدينة التي رغبت السلطات وفرنسا في أن تكون مثالا للتعايش بين جميع العرقيات وللمصالحة.
وكان صالح ديدو، وهو من أصل تشادي، يعمل نائبا لرئيس البلدية وفي أعمال النقل والتجارة، ورفض مرافقة أقاربه وأصر على البقاء في أفريقيا الوسطى، رغم تلقيه تهديدات بالتصفية. وقال صالح ساعتها “ولدت هنا، وأنجبت أولادي هنا، وأنا عضو في البلدية، ووطني، فلماذا أغادر؟” ووفقا لمنظمة العفو الدولية التي حققت في مقتل صالح، فإنّ مجهولين قدموا إلى حي باغيرمي، أين يقطن صالح ديدو، ليبحثوا عنه. ولاحقا فرّ صالح ليحتمي في مركز أمن، لكن في الطريق اعترضه رجال ميليشيا وذبحوه. وبعد الجريمة، قدّم جيرانه المسيحيون الحماية لزوجته الحامل وأطفاله الذين جرى نقلهم لاحقا إلى وسط العاصمة بانغي في انتظار طائرة ستنقلهم خارج البلاد، وفقا لأمنستي.
هذه القصة التراجيدية ليست سوى ما كشفت عنه الصحافة الدولية، ولو لم يكن صالح نائب لرئيس البلدية لما تذكره الناس، فعشرات المدن والقرى الآن في أفريقيا الوسطى أصبحت خالية من المسلمين الذي قتلوا أو هربوا منها، هذا الأسبوع أوصى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بنشر أكثر من 11 ألفاً من قوات حفظ السلام في أفريقيا الوسطى بهدف إرساء الأمن والنظام. وأوضح بان أن أولوية البعثة الأممية في مرحلة أولية هي حماية المدنيين، ولكن حتى تتكون هذه البعثة ويتوفر لها العدة والعتاد اللازمين يكون آخر مسلم في أفريقيا الوسطى قد لحق بصالح الذي نسأل الله له الصلاح في الآخرة، وهو أضعف ما نملك أن ندعو لأفريقيا الوسطى بأمن واستقرار.

[/JUSTIFY]

العالم الآن – صحيفة اليوم التالي