ماذا تريد إسرائيل من السفينة؟
ردت إيران أمس على لسان مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية، حسين أمير عبداللهیان على تصريحات الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أمس الأول، أن سلاح البحرية الإسرائيلية أوقف سفينة محملة بالأسلحة في البحر الأحمر كانت في طريقها إلى قطاع غزة، وتحمل صواريخ سورية متطورة نقلت إلى السفينة من إيران، حيث نفى المسؤول الإيراني صحة ما ذكره الجيش الإسرائيلي، وقال: الأمر ليس إلا مزاعم واهية درجت وسائل الإعلام الصهيونية على تكرارها.
هذه المزاعم ليست جديدة وتكررت في أكثر من مرة، وهي تأكيد على أن يد إسرائيل مطلقة في المنطقة لتعبث بأمنها واستقرارها بينما أيادٍ غير مغلولة إلى الأعناق بضرورة احترام سيادة الدول وعدم خرق القوانين الدولية وإلى ما هناك من العبارات الممجوجة، هذه الحرب فيما تبدو هي حرب استخبارية تتعاون فيها الولايات المتحدة مع إسرائيل، حيث قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جين ساكي أن الولايات المتحدة ساعدت إسرائيل بتزويدها بالمعلومات عن السفينة المزعومة، ولكننا بصدد النظر إلى العملية من زاوية التحليل السياسي، حيث يطرح السؤال: لماذا الكشف عن هذه العملية في هذا التوقيت، وما هو المغزى السياسي منها؟
بالنظر إلى توقيت الإعلان عن العملية، فهو يتزامن مع حدثين، الأول زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو إلى واشنطون التي هدفها الرئيس إقناع الجانب الأميركي بتشديد الخناق على إيران عبر المزيد من العقوبات بعد أن شهدت الفترة الأخيرة تجميد للعقوبات بغية إعطاء الدبلوماسية فرصة، خصوصا في المفاوضات الدولية مع إيران حول برنامجها النووي، وكان واضحا أن نتنياهو لم يجد آذاناً صاغية في البيت الأبيض لمطالبة بشأن إيران، وبالتالي يأتي الكشف عن هذه العملية التي تظهر إيران مهدداً للأمن والاستقرار في المنطقة حتى يلتقطها اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة لحشد التأييد الشعبي والضغوط على أعضاء الكونغرس لمقاومة رغبة أوباما في عدم تمديد العقوبات على إيران، وبعد ساعات على الإعلان هاجم نتنياهو إيران من حيث زيارته الراهنة إلى الولايات المتحدة قائلا «هذه هي إيران التي تبتسم للدول العظمى وتقول لهم كلاما ناعما، هي نفسها التي ترسل أسلحة فتاكة إلى المنظمات الإرهابية، من خلال شبكة واسعة من العمليات السرية التي تجرى في كل أنحاء العالم وترسل من خلالها الصواريخ وأسلحة فتاكة أخرى بغية ضرب المدنيين الأبرياء».
الحدث الثاني المرتبط بهذه العملية هو قرار مصر اعتبار حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة بأنها حركة إرهابية، والكشف عن هذه العملية يعزز ذلك بأنها تتلقى السلاح من إيران، وهو ما يضفي نوعاً من الشرعية لأي هجوم إسرائيلي محتمل على قطاع غزة ويدفع إسرائيل إلى التمسك بإطالة أمد الحصار على غزة.
العالم الآن – صحيفة اليوم التالي