عوالم الجاسوسية
من برنامج (تورلا) لتجسس على الحكومات الأوروبية والأميركية، وهو من صنع الحكومة الروسية إلى تهديدات (انوميوس) المجموعة الدولية للهاكرز الخاصة بالقرصنة الإلكترونية بشن هجمة واسعة النطاق على المواقع الإسرائيلية كالتي شنتها العام الماضي، إلى حديث جديد لضابط المخابرات الأميركي السابق إدوارد سنودن، أن وكالة الأمن القومي الأميركية، وأجهزة الاستخبارات الأميركية تمد الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بتقنيات وتكنولوجيا التتبع الشامل، نجد العالم اليوم بات غارقا في لعبة التجسس والتجسس المضاد، بل إن تقينات جديدة دخلت إلى عالم التجسس والمخابرات، فقد أظهرت وثائق لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ومقابلات مع مسؤولين أميركيين، أن فريق بحث تابع للوزارة يدرس حركات جسد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقادة عالميين آخرين، من أجل توقّع أفضل لأفعالهم، ومن أجل إرشاد السياسة الأميركية. وذكرت صحيفة (يو إس آي توداي) الأميركية، أن مشروع (إشارات الجسد) الذي يدعمه (مكتب التقييم) التابع للبنتاغون يقدّم تقارير بحثية إلى وزير الدفاع تشاك هيغل، يستخدم فيها تحليل الحركة للتنبؤ بطريقة تصرّف القادة.
الضربة التي تلقتها أنشطة التجسس في الولايات المتحدة العام الماضي بعد أن كشف سنودن الكثير من الوثائق وأثارت قضية التصنت على القادة الأوربيين جدلا كبيرا، ربما أفضت تلك الهزة إلى إعادة تقييم النشاط التجسسي لأكبر دولة في العالم بدليل الميزانية الجديدة التي كشفت انخفاض في الإنفاق، حيث أعلنت الإدارة الوطنية للاستخبارات أن مشروع الميزانية الأميركية للعام 2015 يتضمن 45.6 مليار دولار لوكالات الاستخبارات، في خفض تبلغ نسبته 5 في المائة مقارنة مع السنة السابقة التي شهدت كشف معلومات عن نشاطات تجسس تقوم بها وكالة الأمن القومي، إثر تلك التسريبات الواسعة التي كشفها سنودن الذي تحول بدوره إلى شخصية العام عندما انقسم الناس حول كونه بطلا قوميا أو خائنا ذلك داخل الولايات المتحدة، ولكن خارجها فهو مرشح لجائزة نوبل للسلام هذا العام، إثر تلك التسريبات تجاوز الحكومات إلى الأشخاص الذين تبث تجسس الإدارة الأميركية على محادثاتهم الهاتفية ومكاتباتهم البريدية الإلكترونية، ولعل أبلغ دليل على حالة الهلع الأميركي من دس الحكومة أنفها في خصوصيات المواطنين الذين باتوا يسعون إلى تحصين أنفسهم ضد هذا التجسس هو ما أعلنته شركة (فريدوم بوب) الأميركية عن بيعها كل مخزونها من هواتفها الذكية فائقة الحماية المعروفة بالاسم الحركي (سنودن فون) بعد 12 ساعة فقط من توفيرها للبيع.
وأوضحت الشركة، في تقرير نشره موقع (يو إس نيوز)، أنها باعت أكثر من 100 ألف هاتف من هواتف (Privacy Phone)، لتضطر لوضع أكثر من 100 ألف مشترٍ على قائمة الانتظار، على الرغم من توقعها أن مخزونها يكفي حتى أواخر مارس الجاري.
العالم الآن – صحيفة اليوم التالي