عالمية

جنود اسرائيليون يقولون حرب غزة افتقرت لضبط النفس

[ALIGN=CENTER]?m=02&d=20090715&t=2&i=10868124&w=450&r=2009 07 15T102241Z 01 ACAE56E0SU000 RTROPTP 0 OEGTP PAL ISRAEL MY5[/ALIGN]

القدس (رويترز) – ترفض اسرائيل اتهامات منظمتي العفو الدولية وهيومان رايتس ووتش ووكالات الامم المتحدة بان غزوها لقطاع غزة في يناير كانون الثاني اوقع قتلى بين المدنيين وسبب دمارا للمنشآت المدنية على نطاق لا يمكن تبريره.

والان يقول بعض الجنود الاسرائيليين الذين شاركوا في الحرب ان قادتهم حثوهم على المبادرة باطلاق النار قبل التمييز بين المدنيين والمقاتلين. ويقولون انه بناء على ذلك دخلت القوة غزة وهي تطلق وابلا من النار.

وفي افادة مطبوعة ومصورة بالفيديو نشرتها يوم الاربعاء جماعة “الخروج عن الصمت” وهي جماعة تنشط في مجال حقوق الانسان قال 30 جنديا ان هم الجيش الاسرائيلي الاول كان تقليل خسائره الى أقل حد ممكن لضمان تأييد الرأي العام الاسرائيلي للعملية.

ويقول جندي لم ينشر اسمه “أن تصيب بريئا أفضل من أن تتردد في استهداف عدو” ملخصا ما فهمه من التعليمات التي صدرت مرارا للجنود قبل الغزو ثم خلال العملية التي استمرت 22 يوما من 27 من ديسمبر كانون الاول الى 18 من يناير كانون الثاني.

ويقول اخر “ان كنت غير متأكد..اقتل. كانت قوة النيران مجنونة. ما أن دخلنا حتى انطلقت النيران بجنون. في اللحظة التي وصلنا فيها الى خط البداية بدأنا اطلاق النار على اماكن مشتبه بها.”

ويضيف “في حرب المدن الكل اعداؤك. لا وجود لابرياء.”

وكان الهدف المعلن لعملية “الرصاص المصبوب” الاسرائيلية هو اجبار مقاتلي حركة المقاومة الاسلامية (حماس) على وقف اطلاق الصواريخ على البلدات الاسرائيلية.

وتقول جماعة فلسطينية لحقوق الانسان ان 1417 فلسطينيا قتلوا بينهم 926 مدنيا. وقال الجيش الاسرائيلي ان القتلى 1166 قدر عدد المدنيين بينهم بنحو 295. وقالت اسرائيل أيضا ان عشرة من جنودها وثلاثة مدنيين قتلوا.

وسويت شوارع كاملة في بعض أنحاء قطاع غزة بالارض لتقليص احتمال وقوع خسائر في صفوف القوات الاسرائيلية من هجمات بالاسلحة الصغيرة والشراك الخداعية الى ادني حد. وتقول الامم المتحدة ان غزة بعد ستة اشهر من الغزو بدأت لتوها ازالة 600 الف طن من الانقاض.

ورفض الجيش الاسرائيلي التقرير الذي اعدته جماعة “الخروج عن الصمت” في 112 صفحة وشمل افادات 30 جنديا “ممن خدموا في كل قطاعات العملية” وقال انه يستند الى شائعات. لكنه تعهد في بيان بالتحقيق في اي شكاوى رسمية عن سوء التصرف قائلا ان قواته احترمت القانون الدولي خلال “القتال المعقد والصعب.”

وقال وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك في بيان ردا على التقرير “جيش الدفاع الاسرائيلي واحد من أكثر جيوش العالم أخلاقية ويتصرف وفقا لاعلى القواعد الاخلاقية.”

وقال ان أي منظمة لديها معلومات فيها انتقاد لاعمال الجيش الاسرائيلي “يجب أن ترفعها الي بصفتي وزير دفاع اسرائيل والى الحكومة التي وجهت جيش الدفاع الاسرائيلي لاستعادة السلام والهدوء للمجتمعات في الجنوب.”

والجنود في جيش اسرائيل الذي يغلب عليه المجندون لديهم اوامر سارية بعدم التحدث الى وسائل الاعلام. ويتضمن التقرير شهادات لثلاثين جنديا “خدموا في كل قطاعات العملية.”

ويقول التقرير “أغلبهم… ما زالوا يخدمون في وحداتهم العسكرية النظامية ولجأوا الينا وهم في حالة حزن شديد على التدهور الاخلاقي لجيش الدفاع الاسرائيلي.”

وقال التقرير ان روايات هؤلاء الجنود “كافية للتشكيك في مصداقية الروايات الرسمية لجيش الدفاع الاسرائيلي.”

وباستثناء سارجنت اسمه عامير لم تذكر أسماء الجنود وطمست ملامحهم باستخدام الكمبيوتر. ويمكن الاطلاع على بعض الافادات النصية في موقع المنظمة على الانترنت. وقالت الجماعة انها حصلت على تمويل من جماعات اسرائيلية لحقوق الانسان وحكومات بريطانيا وهولندا واسبانيا ومن الاتحاد الاوروبي.

وقالت الجماعة “نحن نعتقد ان وجود مجتمع اخلاقي يستلزم بوضوح مناقشة تتسم بالعمق والصدق يمثل صوت الجنود في الميدان جزءا لا يتجزأ منها.”

ويصف الجنود ما يسمى “نظام الجار” الذي كان المدنيون الفلسطينيون يجبرون بموجبه على دخول المباني المشتبه بها قبل الجنود. ويذكرون حالات كان المدنيون يسيرون فيها أمام الجندي وهو يسند بندقيته الى أكتافهم.

ويكرر التقرير اتهامات تنفيها اسرائيل بان الفوسفور الابيض اطلق دون تمييز في شوارع غزة. ويشير الى “دمار هائل لا صلة له بأي تهديد مباشر للقوات الاسرائيلية” والى قواعد اشتباك “فضفاضة”.

ويقول احد الجنود “لم نتلق أوامر بان نطلق النار على أي شيء يتحرك ولكن وجهت الينا الاوامر بصفة عامة بان نطلق النار عندما نشعر بالتهديد. ظلوا يكررون لنا أن هذه حرب وفي الحرب لا قيود على اطلاق النار.”

ولتجريد مقاتلى حماس من غطائهم تكفل القصف الجوي والمدفعي والشحنات الناسفة والجرافات المدرعة بتدمير مناطق كاملة بما في ذلك الحدائق وبساتين الزيتون والبرتقال.

ونقل التقرير عن جندي قوله “لم نر منزلا واحدا سليما لم يمس .. لم يصب. البنية التحتية كلها والحقول والطرق كانت في دمار كامل. لقد مرت الجرافة المدرعة على كل شيء.

“كان هناك شعور واضح وتكرر ذلك في كل مرة تحدث الينا فيها اخرون بان الاعتبارات الانسانية لا دور لها في الجيش في الوقت الحالي. كان الهدف هو تنفيذ العملية بأقل خسائر ممكنة في الارواح للجيش.”

وتناقض الافادات تأكيد المسؤولين الاسرائيليين والجماعات الموالية لاسرائيل في الولايات المتحدة ان “اسرائيل فعلت كل ما يمكنها لتجنب وقوع قتلى وجرحى بين المدنيين” كما كتب كينيث جاكوبسون من رابطة مناهضة التشهير في صحيفة نيويورك تايمز الاسبوع الماضي.

ونددت الرابطة بمنظمة العفو الدولية لوصفها ما قامت به اسرائيل بأنه تدمير “متعمد” وقالت ان المنظمة “تتهم الجيش الاسرائيلي على نحو مشين بارتكاب جرائم حرب”.

ويقول منتقدون انه ينبغي ألا يطلب من الاسرائيليين ببساطة ان يقبلوا ان سلوك جيشهم “لا تشوبه شائبة ولا داع لاي محاسبة علنية”.

وقالت جماعة “الخروج عن الصمت” في مقدمة لتقريرها ان جيش الدفاع الاسرائيلي بذل جهدا كبيرا ليثبت انه اذا كانت تجاوزات قد وقعت فقد ارتكبها “جنود مخالفون”.

وتشير الافادات الى ان “الضربة الهائلة التي لم يسبق لها مثيل للبنية التحتية والمدنيين في غزة كانت نتيجة مباشرة لسياسة جيش الدفاع الاسرائيلي.”