عثمان ميرغني

الإجراءات السعودية


[JUSTIFY]
الإجراءات السعودية

المملكة العربية السعودية أصدرت في الأيام الماضية قرارات مهمة في سياق مكافحة الإرهاب.. فأدرجت تنظيم (الإخوان المسلمين) في لائحة الاتهام برعاية الإرهاب.. وقالت البيانات الرسمية السعودية إن المملكة تواجه خطراً شاخصاً يهدد أمنها واستقرارها وسلامة شعبها وأراضيها..

الحكومة السعودية من أكثر الحكومات تمهلاً وتريثاً في اتخاذ القرارات الكبيرة.. وفي كثير من الأحيان تفضل ممارسة دبلوماسية الصمت الحكيم.. ومعالجة الأمور وراء كواليس الدبلوماسية أو السياسة.. لكن يبدو هذه المرة أن صبر السعودية لم يعد يحتمل ما تراه يتسرب من تحت الأبواب الموصدة..

يبدو أن للسعودية معلومات محددة.. في تقديري تختص بما يعرف بالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين.. وأنه بعد الضربة القوية التي تعرضت لها حكومة الرئيس المصري السابق محمد مرسي.. ثم ما تبعته من ضربات متوالية شلت تنظيم الإخوان في مصر.. يبدو أن المعلومات التي لدى السعودية أن التنظيم الدولي للإخوان يعيد تجميع صفوفه في ملاذات آمنة في بؤر خليجية وعربية أخرى.. ربما السودان نفسه متهم بأنه إحداها.. خاصة في ظل التقارب السياسي الذي يبدو في المشهد السياسي بين جناحي الحركة الإسلامية السودانية بعد طول تفاصل..

السعودية ربما – لديها معلومات عن دور (عالمي) جديد للدكتور حسن الترابي.. أحد أبرز الزعامات في التنظيمات الإسلامية على مستوى العالم الإسلامي في ظل الفراغ الذي أحدثه انسحاب تنظيم الإخوان المسلمين في مصر عن المشهد السياسي.. وأن الحوار والتقارب بين الوطني والشعبي ليس إلا واحداً من (المعالجات) التي صممت لامتصاص ما يتعرض له الإخوان في مصر..

يزيد من وطأة الهواجس السعودية الزيارات التي قامت بها قطع من الأسطول العسكري الإيراني إلى ميناء بورتسودان.. وظلال السفينة الحربية الإيرانية التي اقتادتها إسرائيل الى ميناء إيلات محملة بشحنة صواريخ أرض أرض قيل إنها في طريقها إلى غزة..

ليس من مصلحة السودان مطلقاً أن ينظر لما يجري في السعودية بقلب (محايد).. الأمن الاستراتيجي للبلدين مرتبط بقوة.. من زاويتين.. الأولى جغرافية تتعلق بالجوار المتواجه على شاطئي البحر الأحمر.. والثاني كون الحكومة السودانية سليلة الحركة الإسلامية أحد الروافد التاريخية لتنظيم الإخوان المسلمين..

من مصلحة السودان أن يساند الإجراءات السعودية بقوة.. أولاً بفض العلاقات العسكرية مع إيران (مهما كانت مبررات هذه العلاقة) وثانياً – وهو الأهم – ضرورة نفض اليد تماماً عن أطروحات ما يسمى بـ(الإسلام السياسي) خاصة بعد الفشل المدوي الذي لازمها حيث ثبت أنها (لا) إسلامية ولا يحزنون.. بل هي مجرد واجهات سياسية تستغفل الشعور الشعبي باستخدام لافتات الدين..

[/JUSTIFY]

حديث المدينة – صحيفة اليوم التالي
[Email]hadeeth.almadina@gmail.com[/Email]


تعليق واحد

  1. كتاب عديمى الوطنيه يكتبون لمن يدفع اكثر بالأمس أحدهم يدعوا للتنازل عن حلايب واليوم يدعوناهذا الأرزقى لتجريم الاسلام السياسي بالرغم من انه كان احد كوادره