أوباما يحث الآباء الأميركيين من أصل أفريقي على دفع أولادهم إلى التفكير لأبعد من الرياضة أو موسيقى الراب
وجه الرئيس الأميركي باراك أوباما رسالة حب شديدة اللهجة للأميركيين السود، وحث الآباء الأميركيين من أصل أفريقي على دفع أولادهم إلى التفكير لأبعد من حلم تحقيق النجومية في الرياضة أو موسيقى الراب. وفي الاحتفال بالذكرى المئوية لأقدم جماعة مدافعة عن الحقوق المدنية طالب أوباما الأميركيين من أصل أفريقي بتحمل مسؤولية أنفسهم بشكل متزايد، والابتعاد عن الاعتماد على البرامج الحكومية.
وقال أوباما «نحن بحاجة إلى تركيبة دماغية جديدة، ومجموعة جديدة من السلوكيات، لأن من الموروثات المستمرة والمدمرة هي الطريقة التي فرضنا بها على أنفسنا من الداخل شعوراً بمحدودية القدرات، عدد كبير من أفراد مجتمعاتنا اعتادوا ألا يتوقعوا الكثير من أنفسهم». وقال أوباما في قاعة بفندق بمنهاتن ازدحمت بالحضور «إن السود بحاجة لاستعادة روح حركة الحقوق المدنية قبل نصف قرن مضى للتعامل مع المشاكل التي أصابتهم بنسب كبيرة، وهي البطالة وتكاليف الرعاية الصحية الآخذة في الارتفاع وفيروس (اتش. اي.في) المسبب للإيدز». وأضاف «ما نحتاجه لتخطي عوائق يومنا هذا هو نفس ما احتجناه حينها.. نفس الالتزام. ونفس الشعور بالحاجة الملحة. نفس الشعور بالتضحية». وقال أوباما إن «على الآباء أن يجبروا أطفالهم على ترك ألعاب الفيديو والنوم مبكراً بدرجة معقولة. وأن يحثوهم على أن يضعوا صوب أعينهم نماذج يحتذون بها لا تقف عند نجم كرة السلة الأميركية ليبرون جيمز ومغني الراب ليل وين». وأضاف أريدهم أن يتطلعوا لأن يصبحوا علماء ومهندسين وأطباء ومدرسين، لا مجرد لاعبي كرة ومغنين للراب. أريدهم أن يتطلعوا إلى الوصول إلى عضوية المحكمة العليا. أريدهم أن يتطلعوا لأن يصبحوا رئيساً للولايات المتحدة». وأشار أوباما إلى أن حياته كان يمكن أن تدخل مساراً آخر لولا إلحاح أمه عليه. وقال «أمي هي التي منحتني الحب ودفعتني واهتمت بدراستي. علمتني الصواب والخطأ. وبسببها سنحت لي الفرصة لأن استغل كل طاقاتي وأستغل كل فرصي وأن أجعل حياتي أفضل ما يمكن». ويتمتع أوباما بنسبة تأييد تزيد على 50% لكن هذه النسبة تراجعت في الأسابيع القليلة الماضية عن معدلاتها المرتفعة جدا خلال الأشهر الأولى لرئاسته وهو ما يوحي بأن شهر العسل قرب من الانتهاء وأن الأميركيين بدأوا يدققون في سياساته. وقال أوباما «نعلم أنه رغم تضرر الأميركيين على اختلاف أعراقهم من أزمتنا المالية، فإن الأميركيين من ذوي الأصول الأفريقية يفتقرون إلى الوظائف أكثر من أي أحد آخر». وأشار إلى أن الولايات المتحدة تشهد تمييزاً أقل من أي وقت مضى. وأوضح أنه رغم نجاح أجندته «فإن المجتمع الأميركي من أصل أفريقي سيأتي في مؤخرة الولايات المتحدة، وستأتي أميركا في مؤخرة العالم، إذا لم نقم بعمل أفضل بكثير مما نقوم به بشأن تعليم أبنائنا وبناتنا». وأضاف: «ليس هناك سلاح أفضل من التعليم الذي يمكن أن يحرر طاقات الطفل التي وهبها الله له لمواجهة عدم المساواة. ولا يوجد سبيل أفضل منه للحصول على الفرص».
الاتحاد الاماراتية