الناخبون في موريتانيا يصوتون في اول انتخابات بعد الانقلاب
نواكشوط (رويترز) – أسرع الموريتانيون إلى صناديق الانتخاب يوم السبت في انتخابات تهدف الى اعطاء اشارة الى المانحين والمستثمرين بأن موريتانيا مستعدة للانضمام من جديد الى المجتمع الدولي بعد انقلاب عسكري وجهت له انتقادات كثيرة في أغسطس اب الماضي.
واصطفت طوابير الناخبين خارج مراكز الاقتراع في العاصمة نواكشوط حيث يحرص الناخبون على المشاركة في الانتخابات التي كانت في الاصل مقررة في السادس من يونيو حزيران وتم تأجيلها بغرض انهاء مقاطعة المعارضة لها التي كان من شأنها أن تضر بمصداقية الفائز.
وقال محمد حسين وهو عضو في جماعة من جماعات المجتمع المدني تراقب الانتخابات ان سكان موريتانيا يتحركون بسرعة وسعادة على ما يبدو من أجل الادلاء بأصواتهم.
وأضاف أن كل شيء يمر بشكل طيب حتى الان مشيرا الى أن جماعته زارت نحو عشرة مراكز اقتراع.
وقال مصدر بالشرطة ان الشرطة أصابت رجلا بالرصاص والقت القبض على رجلين اخرين في صدام مسلح خلال الليل في نفس المنطقة من نواكشوط التي قتل فيها مسلحون عامل اغاثة أمريكيا الشهر الماضي الا أن يوم السبت بدأ بداية هادئة.
وأضاف المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه “حاولت الشرطة دخول منزل وحدث تبادل لاطلاق النار.”
ويقول محللون ان من المرجح ان يفوز الجنرال محمد ولد عبد العزيز قائد المجلس العسكري الحاكم في الانتخابات ولكن يوجد منافسان قويان هما اعل ولد محمد فال الذي قام بانقلاب في 2005 والسياسي المعارض المخضرم احمد ولد داده.
ومن المرجح ان تؤدي وعود عبد العزيز بخفض اسعار المواد الغذائية والوقود الى جعله محببا للموريتانيين الذين يعيش 40 في المئة منهم تحت خط الفقر.
واوقف مانحون دوليون مثل الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة برامج المساعدات احتجاجا على الانقلاب ولكن اجراء انتخابات حرة وشفافة سيكون خطوة في اتجاه استئناف التعاون وسيكون ايضا مثالا ايجابيا لبقية المنطقة حيث اصبحت الانقلابات العسكرية والازمات الدستورية احد ملامح الحياة السياسية خلال العام المنصرم.
وقال عمر ديكو الذي يدير مقهى للانترنت في العاصمة “هذه الازمة استمرت عاما تقريبا ونتوق للتصويت الان. انه السبيل الوحيد للخروج من هذه الازمة والعودة الى الحياة الطبيعية.”
وجعل عبد العزيز مكافحة الارهاب حجر زاوية في تبريره للسيطرة على السلطة متهما الرئيس سيدي محمد ولد شيخ عبد الله بالتراخي بشأن تنظيم القاعدة.
وموريتانيا حليفة للغرب في مكافحة القاعدة على الرغم من من ان التهميش الدولي الذي بدأ بعد انقلاب اغسطس اب زاد عندما اغلقت السفارة الاسرائيلية في مارس اذار احتجاجا على غزو اسرائيل لغزة.