عثمان ميرغني

من يعلق الجرس في رقبة القط؟


[JUSTIFY]
من يعلق الجرس في رقبة القط؟

يبدو أن الأوضاع في ولاية شمال دارفور تنزلق إلى هاوية سحيقة.. محليات بأكملها ابتلعها طوفان الفوضى.. بعضها تحت قبضة قوات موسى هلال زعيم المحاميد الذي (يجيد) لعبة التمرد المتدرج المرحلي.. والآخر بيد قوات مني أركو مناوي.. الذي يبدو أنه يرد على مفاوضات أديس أبابا بين الحكومة وقطاع الشمال.. ويقول (نحن هنا)..

حسب الإحصاءات الحكومية وصل عدد المشردين والنازحين بسبب هذه الأحداث إلى أكثر من (٣٥٠) ألفا.. وهو رقم حكومي محفوف بكثير من الشكوك التي تفترض أن الرقم الحقيقي لا يقل عن ضعف هذا العدد.. وطالما الأحداث مستمرة.. فالأرقام مستمرة في التصاعد..

يحدث هذا في وقت أعلنت فيه الحكومة عن التزامها بإنهاء التمرد في كل أنحاء السودان قبل نهاية صيف هذا العام..

وفي وقت انهارت فيه مفاوضات أديس أبابا مع قطاع الشمال.. بينما صدرت أحكام بالإعدام على قيادات قطاع الشمال.. الذين يفترض أنهم طرف في المفاوضات التي ألزم الاتحاد الأفريقي الطرفين الوصول إلى نتيجة حاسمة فيها قبل الثلاثين من أبريل القادم.. أي في غضون (٤٥) يوماً فقط..

مفاوضات طرفها الأول أصدر حكماً بإعدام الطرف الثاني.. ثم يفترض أن يجلسا بحسن نية تحت سقف قاعة واحدة ليصلا إلى اتفاق..

هذه الصورة القاتمة تزداد ارتباكاً بواقع ما يدور في الخرطوم المركز.. الحوار السياسي الشامل بات مكشوفاً في عراء التسويف والتحايل على الزمن.. وما عادت تنتظر ثمرته إلا الأحزاب التي لا تملك إلا رصيد الانتظار.. في انتظار (شحن الرصيد)..

مضى حوالى الشهرين منذ خطاب الرئيس الذي أعلن فيه برنامج (الوثبة).. دون أن يثب البرنامج حتى الآن خطوة واحدة إلى الأمام.. مجرد عقد اجتماعات ثنائية مع الأحزاب تبدو عملية ممطوطة بكثير من (تكسير الدقائق) والأيام والأسابيع بل والشهور..

وفي الخارج.. يمضي مسلسل التضييق والحصار في مسارين.. الأول سياسي. والثاني اقتصادي.. لدرجة يصعب معها تخيل سيناريوهات الشهور القادمة.. كيف ستوفر الدولة ثمن الدواء والدقيق والوقود؟..

في تقديري أن زمن (الحقيقة) أتى.. ولن يكون بوسع أحد إرجاء ساعة النطق بالحقيقة.. مهما كانت السبل موصدة أمام الحقيقة..

ساعة الصراخ أن (البغلة في الإبريق) أتت..

فمن يتجرأ على نيل شرف الصدع بالحقيقة؟..

من يتجرأ ليعلق الجرس في رقبة القط؟..

[/JUSTIFY]

حديث المدينة – صحيفة اليوم التالي
[Email]hadeeth.almadina@gmail.com[/Email]


تعليق واحد