محمود الدنعو

تمتنع ولا تعترف

[JUSTIFY]
تمتنع ولا تعترف

استخدام روسيا لحق النقض (الفيتو) ضد مشروع القرار الأمريكي في مجلس الأمن الذي يدين الاستفتاء في شبه جزيرة القرم كان متوقعا، فالرئيس الروسي بوتن بعد الإطاحة بالرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش حليفة الرئيس عقد العزم على رد الصاع للغرب في شبة جزيرة القرم معركته الراهنة مع الغرب التي لا يتنازل عنها رغم طبول التهديد بالمقاطعة الدولية، إذن الفيتو الروسي كان ردة فعل طبيعية ومفهومة، ولكن اللافت هو امتناع الصين عن التصويت فهل الموقف الصيني تخلي عن الحليف الروسي أم أن لدى الصين حساباتها الخاصة في أزمة القرم إحدى تجليات الأزمة الأوكرانية التي أعادت الحرب الباردة بين الشرق والغرب، فالموقف الصين تقليدا كان مع روسيا وثمة تنسيق وتناغم في العديد من القضايا الدولية خصوصا الملفين السوري والإيراني، التبرير الصيني للامتناع عن التصويت لمشروع القرار الدولي حول الأزمة في أوكرانيا الذي أفشله الفيتو الروسي وعلى لسان المندوب الصيني الدائم لدى الأمم المتحدة ليو جيه يي، يقول “التدخل الخارجي كان واحدا من الأسباب التي أدت إلى اندلاع العنف في أوكرانيا”. مشيرا إلى أن “بلاده تقف دائما إلى جانب وحدة وسيادة الدول”، داعيا إلى “إيجاد حل متوازن لمسألة القرم”، مؤكدا أنه “وفي الوقت الحالي يجب تفهم الوضعية التاريخية المعقدة التي تلقي بضلالها على الأزمة”.
كلام المندوب الصيني لا يبرر الامتناع عن التصويت والذي يعتبر وقوف مبطن مع الجانب الروسي، فهل إجراء الاستفتاء في شبه جزيرة القرم كما خططت له روسيا هو الحل المتوازن الذي تدعو له الصين، وكالة أنباء الصين (شينخوا) نقلت هي الأخرى عن المتحدث باسم الخارجية تشين قانغ، قوله إن “الصين لا توافق على التحرّك باتجاه المواجهة”، كذلك كلام المتحدث باسم الخارجية لا يقدم تبريرا ولا تفسيرا للموقف الصيني أليس الاستفتاء الروسي تحرك باتجاه المواجهة فعلا؟
تصريحات المسؤولين الصينيين لا تعبر عن موقف محدد سوى أن الصين لا تريد موقفا محددا.

[/JUSTIFY]

العالم الآن – صحيفة اليوم التالي