السلطات تحول دون قيامه :مسجد أم عشوش … فى انتظار كنْ !!!
رغم ان تقديم الخدمات للمواطنين يعد من أهم واجبات الدولة ككل لكن نجد انه فى كثير من الأحيان يرتبط هذا الواجب بالإستطاعة من هنا يكون فرض عين عليها ان تسهل وتشجع وتحفز من يتولى تقديمها نيابة عنها تخفيفاً على خزينتها وترشيداً للصرف فى الأولويات … عليه يكون الوضع شاذاً إذا وجدت هذه الدولة من يحمل عن كاهلها بعض مما تحمل فترفض هنا يكون البحث عن إجابة لسؤال عن سبب رفضها هو المحك الأساسى …
أهالى قرية أم عشوش أولاد دوليب ريفى ام دم حاج أحمد وهى إحدى قرى محلية أم روابة بولاية شمال كردفان كانت فرحتهم كبيره عندما قدم أحد الخيرين السعوديين عبر منظمة خيرية تدعى سبل السلام وتبرع للمنطقة ببناء مجمع دينى يحوى ضمن محتوياته مسجداً مع مضخة لرفع المياه « دونكى « بجانب وعده المساعدة فى إكمال المدرسة والمستوصف مع العلم ان هذه القرية حالها لايختلف عن حال قرى الريف السودانى والذى يكون إفتقاره للخدمات الأساسية سمة بارزة وبعد ان ظهر لهؤلاء صدق الرجل وجاهزيته للشروع الفورى فى التنفيذ كونت لجنة للشروع فى بناء المسجد وتقدمت هذه اللجنة لإدارة العقيدة والدعوة التابعة للإدارة العامة للشئون الإجتماعية والثقافية بمحلية أم روابة وتحصلت على تصديق بالبناء بالمواد الثابتة تحت إشراف المنظمة المذكورة بتاريخ 15 نوفمبر2008 فى خطاب يبين ان هذا المسجد والمسمى بمسجد قرية ام عشوش أولاد دوليب يعد من المساجد المسجلة فى هذه الإدارة بعد ان تحصلت هذه الإدارة على إقرار من اللجنة بأن الأرض المطروحة لتنفيذ البناء غير متنازع عليها وليس بها مايمنع قيام الغرض المذكور عليها وبعد ان تحصلت اللجنة على التصديق خاطبت المحلية ممهورة بتوصية من الشئون الدينية عليه وجه معتمد المحلية مديرها التنفيذى على ذات الخطاب لتكملة الإجراءات الهندسية وإستخراج التصديق النهائي لبناء المسجد وبناء على ذلك تحصلت لجنة المسجد على خطاب من المدير الإدارى للمحلية بتاريخ الخامس من شهر فبراير العام 2009 يخطرهم فيه انه بناءً على توجيه المدير التنفيذى بالمحلية وتوصية الشئون الهندسية فقد تصدق لهم بقيام مسجد القرية فى الحرم الذى خصص له وعلى النفقة الخاصة لكن ماذا حدث بعد ذلك ؟
يقول رئيس المؤتمر الوطنى بالقرية محمد إبراهيم آدم الذى جاء الى مقر (الصحافة ) حاملاً قضية أهله وهو الشخص الذى تبرع بجزء من منزله لقيام هذا المجمع : بعد ان شرعنا فى تجهيزات البناء على ارض الواقع فوجئنا بقوات نظامية مدججة بالسلاح كان طلبهم هو إيقاف البناء … يواصل : لم يكن لنا سبيل سواء أن إمتثلنا الى أمرهم واكرمناهم فى إنتظار قرار المعتمد والذى أعلن تجميد قيام المسجد الى اجل لم يسمه ، وحسب خطاب صادر منه الموجه الى مدير وحدة شمال أم روابة يقول فيه ان لجنة الأمن بالمحلية فى إجتماعها الطارئي بتاريخ 8 فبراير 2008 قررت ان يوقف البناء فى المسجد فى الوقت الحاضر وتجميد القرارات السابقة بخصوص بنائه مع تكوين لجنة مساعى حميدة للإصلاح بين الأطراف وان تقوم لجنة الأمن بالتهدئة لتجنب حدوث اى تجاوزات لهذا القرار سألته عن حقيقة الأسباب التى جعلت المعتمد يتخذ مثل هذا القرار فأجاب إبراهيم : السبب الأساسى للمشكلة هو ان الشيخ الفاتح الشيخ البرعى وهو شيخ قرية الزريبة يدعى ان اهل هذه القرية يتبعون له رغم ان كل قرية منهما قائمة بذاتها وتبعد الزريبة عن ام عشوش حوالى مسافة كيلوونصف ويرى فى المسجد الذى سيقام انه مسجد « ضرار» لإعتقاده ان الجهة التى ستبنيه هى من جماعة الوهابية « انصار السنة « وهؤلاء يخالفونهم فى المذهب لكن أوكد لكى ان كل أهل ام عشوشة لاعلاقة لهم بهذا الخلاف العقائدى بل كل امنيتهم ان يكتمل بناء المجمع لتتحقق لهم الفائدة وعليه رفعت اللجنة التى كونها المعتمد رؤيتها للمسئولين والمتكونة من عضو تشريعى الولاية جمال احمد وعضو تشريعى المحلية عبدالوهاب فضل وانور يوسف مع إرفاق صور من كشوفات الراغبين فى تنفيذ البناء وكانت الرؤية التى خرجت بها اللجنة الثلاثية ان المسجد المعنى طالما أنه مصدق من الجهات المعنية وحسب العرف السائد فى الريف يجب على السلطات ان تحمى قرارها إنفاذاً لهيبة الدولة وإستقلالية القرار بجانب التوصية بمراجعة قرار المعتمد لتعارضه مع ماينادى به الشرع ويذهب قرار اللجنة الى ان اهالى القرية يستحقون بناء مسجدهم وطالما الشيخ الفاتح طرف فى الموضوع يجب ان يقنع بأحقية المواطن فى الحصول على الخدمة التى يتطلبها وإنفاذ تصاديق المسجد ويذهب إبراهيم الى ان المعتمد جاء فى زيارة للقرية ووقف على حقيقة الأوضاع بنفسه واصدر قراراً بفك الحظر عن البناء وصدر القرار بتاريخ 20 أبريل 2009 وحسب صيغة الخطاب ان لجنة الامن بعد العديد من اللقاءات التى تمت مع الجهات بخصوص المسجد والزيارة التى قام بها المعتمد وإجتماعه بالأطراف المعنية تقرر قيام المسجد فى الموقع المقترح داخل القرية وان يتم تعيين إمام ومؤذن للمسجد بواسطة الشئون الإجتماعية بالمحلية وان تقوم الأجهزة الأمنية المختلفة وضع الترتيبات اللازمة لتنفيذ القرار … يواصل : بناء على ماصدر شرعنا فى البناء حتى تم تعيين الوالى الجديد الذى اصدر قراراً بإيقاف بناء االمسجد دون ان يرجع لقرارات السابقين وحول هذه النقطة يقول نائب الدائرة فى المجلس الوطنى الصديق على أحمد ان المشكلة تكمن فى إنقسام اهل القرية الى فريقين فريق يتبع الى قرية الزريبة وهذا الفريق يرفض قيام المسجد بدعاوى خلاف مذهبي بينهم وبين الوهابية والذين يشككون فى أنهم وراء قيام هذا المسجد وهنالك طرف ثانى وهم الأغلبية من أهل القرية والذين يرون ان من حقهم ان يكون لهم مسجد ومجمع دينى يستفيدون من خدماته. سألته عن رأى السلطات الحكومية وموقفها فأجاب ان الحكومة ترى فى ان قيام هذا المسجد سيتسبب فى فتنة دينية فقلت له طالما ان الشيخ الفاتح يرفض هذه الجهة بعينها للقيام ببناء المسجد فلماذا لايقيمه هو فأجاب : نعم الشيخ الفاتح طرح بديلاً وهو إنشاء مصلى لكن اهل القرية متمسكون بقيام مسجدهم وبالمواصفات الموجودة فيه فهو مجمع دينى متكامل يضم بجانب المسجد مدرسة قرآنية ويؤدى فى النهاية خدمة إجتماعية لأهل القرية الصحافة إتصلت بإمام القرية عبدالرحمن البشير : ان المساجد هى بيوت الله واينما نولى وجوهنا فثمة وجهه ويشير الى انه سيصعب على الكثيرين خصوصاً كبار السن إجتياز المسافة التى تفصل قريتهم وقرية الزريبة ويشير الى انه ليس من المنطق ان يحرم شيخ الفاتح بدافع خلافية اهل القرية من إقامة مجمعهم الدينى وحاولنا ان نتصل بالشيخ الفاتح لنسمع إفادته حول الامر لكن اخبرنا اخوه موسى الشيخ عبدالرحيم البرعى عبر إتصال هاتفي انه خارج البلاد بدولة المغرب قائلا ً : انه لايحق لاى احد ان يعترض على قيام بيت من بيوت الله وان من حق اهل ام عشوش بناء مسجدهم وماذهب اليه اخوه يعبر عن رأيه الخاص .
أم عشوش : نبوية سرالختم :الصحافة
الرواية شبه صحيحة لان الاخ محمد ابراهيم ليس لديه منزل جوار موقع البناء المنزل تقيم فيه والدته وقد قام هو بتحويل المنزل لدار للمؤتمر الوطنى و الان يتضح من اسلوب موضوعه سعيهم لاثارة الفتنة بالمنطقة