عثمان ميرغني

مظاهرات.. الحسانية


[JUSTIFY]
مظاهرات.. الحسانية

لا يمكن وصف دولة مثل الإمارات أو السعودية أو الكويت بأنهم جزء من (مؤامرة!!) دولية ضد السودان.. فهذه الدول وقفت وساندت السودان ظالماً ومظلوماً وفي كل العهود السياسية.. وهي لا تزال تستضيف أعداداً كبيرة من المغتربين السودانيين في مختلف المهن والدرجات.. لكن هذه الدول الشقيقة لما بلغ منها اليأس مبلغه من تغير حالنا السياسي.. بدأت تضغط على كتفنا لتمنعنا من الإنزلاق إلى هاوية سحيقة.. كل المطلوب منا أن نبدي رد الفعل المناسب.. أن ننتبه.. أن ندرك أننا في حاجة حتمية لتغيير مسلكنا السياسي كله..

ولكن المشهد داخل السودان يبدو مختلفاً.. غير آبه.. أقصى ما فعله الجانب السوداني إصدار بيان يقلل من الآثار الإقتصادية لمثل هذه الإجراءات.. ثم تصريحات سفيرنا في الرياض (أدلى بها للدكتور الباقر أحمد عبدالله ونشرتها صحيفة الخرطوم) يؤكد أن العلاقات (سمن على عسل).. ويقيني أن المسؤولين السعوديين والخليجيين أنفسهم في حيرة تامة.. لا يعرفون ماذا تبقى لهم من فعل ليفهم السودان رسالتهم.. الرسالة التي فحواها كلمة واحدة (تغيروا!!)..

في إمكاننا ممارسة (التغيير)… بتبديل الحال تماماً.. الأمر في يدنا وليس في (يد مؤامرة دولية) كما تحاول الحكومة الترويج لذلك.. دارفور التي تحترق الآن .. تستطيع خلال عام واحد أن تكون قوة اقتصادية هائلة.. تنهض باقتصاد السودان كله.. دارفور التي تفوق مساحتها (500) ألف كيلومتر.. أي أكثر من ستة أضعاف مساحة دولة الإمارات العربية..

وفي إمكاننا استعادة خضرة جنوب كردفان ومواردها الزراعية والحيوانية والسياحية لتصبح كلفورنيا السودان.. و كذلك النيل الأزرق.. أخصب أراضي السودان وأوفرها ماءاً بالأمطار والأنهار معاً.

كل هذه الكنوز تحت أيدينا.. نستطيع أن (نشعل الحقول قمحاً ووعداً وتمني).. في عام واحد نتحول من دولة مزرية على نطاق العالم.. يهرب سكانها بالآلاف كل يوم تحت شعار (أطلبوا الكرامة.. ولو في إسرائيل).. إلى دولة موفورة الحقوق والوقار تمنح العالم الغذاء والكساء ومنافع أخر.

نستطيع أن نتحول -في عام واحد- من شعب فقير مدقع.. إلى أمة ثرية مترفة..

بالله عليكم ماذا ينقصنا لكي نحقق هذا الحلم؟؟ واجهوا انفسكم.. ماذا ينقصنا؟؟ العلم؟ نحن من علم الآخرين الذين فاقونا الآن.. المال؟ المستثمرون في كل أنحاء العالم يحلمون بملاذ آمن لأموالهم في دولة راشدة يسودها القانون وتظلها الحقوق.. ماذا ينقصنا؟؟

صدقوني.. بكل ألم وحسرة. ينقصنا الصدق.. والرشد!!

ساساتنا يكذبون ويتحرون الكذب وقد كُتبوا عند الله كذابين.. وينقصنا الرشد لأن النار تحرق بيتنا من أطرافه.. ومع ذلك نسَّير المظاهرات في الخرطوم حسرة على مسلمي (أفريقيا الوسطى).. وليس حسرة على مسلمي دارفور الذين يموتون كل يوم بالآلاف.. بلا سابق إنذار.. ولا دموع .. ولا حتى مجرد (مانشيت) في صحف الخرطوم أو خبر رئيسي في نشرة بإذاعة أو تلفزيون أمدرمان..

أفيقوا……!!!

[/JUSTIFY]

حديث المدينة – صحيفة اليوم التالي
[Email]hadeeth.almadina@gmail.com[/Email]


تعليق واحد

  1. ماعلاقه الحسانيه بالمظاهرات استاذنا عثمان ميرغني ؟
    هل هي من باب المطاعنه والضرب علي اوتار التاريخ
    ام قصد وتعمد الخطاء في قبيله كانت ومازالت تحترم نفسها
    ولم تعمل علي زياده جراح هذا الوطن .. مع ان كل ظروف
    واسباب التمرد والعصيان موجوده .
    لو لا تفهمي لكتاباتك ومقاصدها النبيله لاتهمتك بالقبليه
    ولكني لن اطالبك سوي باعتذار رقيق يزيل هذا الالتباس
    وشكرا .

  2. السؤال هل السعوديه وصيه على السودان حتى تحدد له علاقاته الخارجيه .كما ان بعض دول الخليج علاقتها مميزه مع السودان دعك من قطر هناك الكويت وقد ارسلت مسؤل الى السودان .
    ثم سؤال متى كانت السعوديه علاقتها طيبه مع السودان ايام معارك صيف العبور الم يجد الجيش سلاح سعودى لدى المتمردين .ثم لماذا سمى طريق عطبرة الخرطوم بطريق التحدى اليس بسبب منع السعوديه ارسال التبرعات التى جمعها المغتربيين لانشاء الطريق .