دراسة:المستوطنات تعتمد بشدة على الاموال الاسرائيلية
القدس (رويترز) -ذكرت دراسة نشرت نتائجها يوم الثلاثاء ان المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة تحصل على شريحة أكبر بكثير من المساعدات المالية التي تقدمها الحكومة الاسرائيلية الى المجالس البلدية في اسرائيل ذاتها.
يقول التقرير الذي يتابع تطور المستوطنات اليهودية منذ حرب عام 1967 حتى اليوم ان عدد سكان المستوطنات ينمو ايضا بمعدل يزيد على ثلاثة امثال معدل نمو سكان اسرائيل.
وتدعو الولايات المتحدة اسرائيل الى تجميد كل الانشطة الاستيطانية الحساسة حتى يتسنى استئناف محادثات السلام المتعثرة مع الفلسطينيين بشأن اتفاق سلام شامل يحدد مصير المستوطنات في اطار مقايضة الارض بالسلام.
ووجدت الدراسة انه “بينما تحصل المجالس البلدية الاسرائيلية ككل على 34.7 في المئة من دخلها من الحكومة وتحصل على نسبة اخرى تبلغ 64.3 في المئة من دخلها فان بلديات المستوطنات تحصل على 57 في المئة من الحكومة و42.8 في المئة من دخلها الخاص.”
وتحمل الدراسة التي أجراها مركز ماكرو التابع لشبكة السياسة الاسرائيلية الاوروبية عنوان “الاثار التاريخية والسياسية والاقتصادية للمستوطنات اليهودية في الاراضي المحتلة”.
وأجرت الدراسة تقييما لقيمة كل المباني في المستوطنات – حيث يسافر سكان بعض هذه المستوطنات للعمل في مناطق اخرى لانه ليس بها صناعة توفر مصدرا اساسيا للدخل – عند نحو 18 مليار دولار.
وقال المدير روبي ناثانسون “ليس فقط المستوطنات هي التي تؤثر على الاولويات في عملية صنع القرار بشأن القضايا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية بالحكومة الاسرائيلية – لكن الحكومة الاسرائيلية تمول أكثر من نصف المبالغ اللازمة لاستمرار وجودها.”
وتحليل الدراسة يبين ان ذروة بناء المستوطنات كان في الفترة بين عامي 1977 و1983 في عهد رئيس الوزراء الراحل مناحيم بيجين وهي الفترة التي بنيت فيها أكثر من 56 في المئة من المستوطنات.
وجاء في الدراسة ان “النشاط الاستيطاني تراجع بدرجة كبيرة بعد عام 1985 .” وفي العقد التالي بعد عام 1967 كان البناء قاصرا على مناطق بها عدد ضئيل متفرق من السكان الفلسطينيين لكن في وقت لاحق امتد الى مناطق بها كثافة سكانية فلسطينية عالية.
والشق الاعظم من البناء كان مخصصا للسكنى ويتألف في معظمه من منازل تتكون من ثلاث أو اربع غرف. ووصل اجمالي عدد السكان اليهود الى 276045 بحلول نهاية 2007 حيث متوسط العمر عند العشرين هو الاصغر في أي شريحة من سكان اسرائيل.
وقال التقرير “في السنوات العشرين الماضية ورغم مفاوضات السلام المستمرة فان تعداد سكان المستوطنين في الضفة الغربية ارتفع الى أكثر من المثلين بمعدل نمو أسرع بكثير من سكان اسرائيل.”
واضاف “هذه الزيادة ما كان ليمكن تحقيقها دون الدعم النشط من جانب جميع الحكومات الاسرائيلية في هذه الفترة.”