بريدنيستروفييه
أعلاه هو اسم لجمهورية سوفيتية سابقا كانت قد أعلنت استقلالها من طرف واحد عن مولدوفا، هذه الجمهورية وبعد استفتاء شبة جزيرة القرم الذي حولها من تابعة إلى أوكرانيا إلى مستقلة وتابعة لروسيا في الوقت نفسه، الآن جمهورية بريدنيستروفييه تطالب هي الأخرى الانضمام إلى روسيا خصوصا، وهي قد أجرت استفتاء سابق للقرم منذ العام 2006 وصوت 97.2 بالمائة من سكان (بريدنيستروفييه) لصالح الانضمام إلى روسي، برلمان جمهورية بريدنيستروفييه كان قد أقر بالإجماع قانونا بشأن الاعتراف بالتشريع الروسي كجزء من التشريع المحلي، وأصدر قرارا بتصنيف اللغة الروسية كلغة رسمية، بل إن 200 ألف من سكان جمهورية بريدنيستروفييه يحملون الجنسية الروسية.
جمهورية بريدنيستروفيه أو ترانسنيستريا سابقا تكونت العام 1992 بعد حرب ترانسنيستريا بين الانفصاليين المدعومين من روسيا والقوات المولدوفية وهي – بحسب موقع روسيا اليوم- كيان غير معترف به يقع في جنوب شرق أوروبا، ويعد بموجب الدستور المولدافي جزءا من جمهورية مولدافيا، غير أن مولدافيا لا تسيطر عليه في واقع الأمر، وتعد ترانسنيستريا نفسها على مدى 18 سنة دولة مستقلة، ولها رئيس (ايغور سميرنوف) وحكومة وبرلمان. وأُطلقت على ترانسنيستريا هذه التسمية نسبة إلى نهر دنيستر، وهي ترجمة حرفية لعبارة “الإقليم الواقع على ضفاف دنيستر”. ولم تعترف باستقلال ترانسنيستريا أي دولة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة
مولدافيا لا تزال ترفض استقلال جمهورية بريدنيستروفييه رغم أن أغلب سكانها من القومية الروسية، وهم أقرب إلى روسيا منها إلى مولدافيا، ولكنها تشكل ركيزة الاقتصاد المولدافي ولا يمكن التنازل عنها، فمعظم الصناعة في جمهورية مولدوفا الاشتراكية كانت تقع في ترانسنيستريا، بينما بقية البلاد تواصل مع الاقتصاد القائم على الزراعة، في العام 1990، كانت تشكل ترانسنيستريا 40 ٪ من الناتج المحلي الإجمالي في مولدافيا، و90 ٪ من إنتاج الكهرباء
سابقة استفتاء القرم الذي لم يجد اعترافا دوليا بنتائجه تفتتح الباب واسعا للمزيد من التفكيك لجمهوريات الاتحاد السوفيتي سابقا، وإصرار الرئيس الروسي بوتن بأن القرم كانت وستبقى جزءاً لا يتجزأ من روسيا، وفي الوقت نفسه يؤكد أن بلاده تريد أن تكون صديقة لأوكرانيا أي إنها لا تريد أن تتفكك أوكرانيا هذا من شأنه أن يعمق الأزمة في جمهوريات الاتحاد السوفيتي سابقا، أزمة القرم الراهنة بين روسيا والغرب، التي وصفت بعودة الحرب الباردة ترافقها أزمات أخرى قد لا يهتم لها الإعلام الدولي كمصير التتار المسلمين في شبة جزيرة القرم الذين قاطعوا الاستفتاء، ولكنهم يجدون أنفسهم وهم أقلية 12% من سكان القرم بين خيارين أحلاهما مر، الانضمام إلى أوكرانيا العاجزة عن حمايتهم كأقلية أو الالتحاق بروسيا التي ظلمتهم تاريخيا وترتاب منهم حاليا.
العالم الآن – صحيفة اليوم التالي