عثمان ميرغني

إعلان.. حالة الحداد العام

[JUSTIFY]
إعلان.. حالة الحداد العام

افتح أي فضائية سودانية أو إذاعة.. ثلاثة أرباع الوقت نرقص ونغني على أشلاء عشرات الأبرياء الذين يموتون يومياً في دارفور والمنطقتين.. بلادنا ترقص في الخرطوم على طبول الطرب.. وترقص الأحزان في دارفور على طبول الحرب المدوية في كل مكان..

بالله عليكم.. أعلنوا حالة الحداد العام.. كيف نفرح في الخرطوم والدماء تروي دارفور والمنطقتين؟..

ليس وحده قاتلاً من يطلق الرصاص.. بل من يدعم القتل بالصمت والفرح والـ(لا) مبالاة..

بالله عليكم في فيضان الفن والفنانين الذين يغنون ليل نهار في وسائطنا الإعلامية أو في بيوت الأفراح والمناسبات.. هل سمعتم فناناً واحداً غنى للحزن الكبير في بلادنا؟؟ هل تحرك ضمير فني واحد لينشر حالة الإحساس بالمأتم الكبير الذي تعانيه دارفور وأخواتها؟..

من القاتل؟ هل هو من يحمل الرشاش وحده.. أم من يضلل ضمير الشعب ويحجب عنه النظر إلى الحزن النبيل الذي يكسو وجه السودان الأغلب..

على كل شاعر.. أو فنان.. أو أي مبدع سوداني.. أن يعلن حالة الحداد الإبداعي.. نرفع وتيرة التضامن المعنوي.. نبدع لكن عن الحزن الكبير والفقد الجلل الذي يعتصر قلب بلادنا المنكوبة.. نشد من عصب الترابط الاجتماعي.. نرهن الفن جله، إن لم يكن كله، لإثارة قضية القتل المجاني الجماعي في دارفور وأخواتها..

صحيح أن عجلة الحياة لا تتوقف.. وسنة الله في الأرض أن تتزامن الأفراح مع الأتراح.. ربما في نفس الحي بيت يرقص طرباً على إيقاع مناسبة زواج.. وآخر يجاوره يبكي ويقطر دمعاً على فقد عزيز.. لكن التعبير العام عن حالة التواجد (من وجدان) القومي مطلوب..

ليت أئمة المساجد يخصصون منبر الجمعة لشد أزر المظلومين في دارفور وأخواتها.. (كالجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).. فالأمر وصل مرحلة (فرض العين).. علينا جميعاً أن نستخدم كل ما هو متاح لتعضيد أهلنا في المناطق المنكوبة بالحروب..

أما أحزاب (الحوار الوطني) فدعوهم في أحلام اليقظة السياسية.. دعونا نشهر في وجوههم مبدأ (لكم دينكم ولي دين).. فليتحاوروا حول حكومة قومية أو انتقالية مهمتها التحضير لانتخابات.. انتخابات مهمتها أن تأتي بحاكمين جدد أو تجدد للقدامي.. خلاصة أحلامهم (كراسي!!) مهما تلونت الأجندة وتزوقت..

لكننا نحن الشعب نحلم بوطن (كريم).. نعتز به وبجنسيته وجواز سفره.. وطن أكبر من ذاتنا الحزبية أو الشخصية..

الصمت أصبح جريمة..!!

[/JUSTIFY]

حديث المدينة – صحيفة اليوم التالي
[Email]hadeeth.almadina@gmail.com[/Email]

تعليق واحد

  1. [SIZE=6]سلمت يداك استاذ عثمان .. لكن هذه سياسة الدولة في لهي الشعب لا سيما الشباب في الغناء والرياضة و الجري وراء أكل العيش ..[/SIZE]