محمود الدنعو

قمة تنقية الأجواء

[JUSTIFY]
قمة تنقية الأجواء

مع قرب انعقاد القمة العربية الخامسة والعشرين التي تستضيفها الكويت الأسبوع المقبل، يتصاعد الجدل حول إدراج بند تنقية الأجواء العربية في أجندة القمة، والحديث عن تنقية الأجواء العربية يعني الأزمة الدبلوماسية التي نشبت مؤخرا بين قطر من جهة وكل من السعودية والإمارات والبحرين، فبينما رجحت مصادر دبلوماسية كويتية أن تشهد القمة مبادرات للمصالحة، تجري مناقشتها خلف الأبواب المغلقة نجد على المستوى الرسمى نقلت صحيفة عكاظ السعودية عن نائب الأمين العام للجامعة العربية أحمد بن حلي، أن هذا الأمر لن يكون مدرجاً على جدول أعمال قمة الكويت، وشدد بن حلي، في الوقت نفسه على حرص القادة العرب على “تنقية الأجواء العربية”.
وجد وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد، خلال افتتاحه امس الاول المركز الإعلامي المخصص لمتابعة أعمال القمة، وجد نفسه أمام تساؤلات الصحافيين عن المبادرة الكويتية لاحتواء الأزمة ولكنهم ـ الصحفيون ـ خاب أملهم في رد صريح وواضح بأن موضوع تنقية الاجواء العربية مدرج ضمن أجندة القمة، حيث اكتفي وزير الخارجية الكويتي بالإشارة إلى أن “الكويت اليوم ترأس الدورة الحالية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، كما تستضيف على أرضها القمة العربية، والعمل الخليجي أحد روافد العمل العربي، والأمور الطارئة تستوعبها حكمة قادة دول الخليج، ولا يمكن التفريط في المسيرة الممتدة 33 عاما، ولهذا فسيتم التركيز على العمل العربي والاتجاه بخطى ثابتة نحو المستقبل”.
مصدر دبلوماسي عربي تحدث لصحيفة الشروق المصرية أمس قائلا إن العلاقات العربية العربية لن يتم بحثها في مثل هذه الاجتماعات؛ لاحتياجها إلى فترة طويلة لمعالجتها. مشيرًا إلى أن مصر ستطرح من خلال كلمة الرئيس عدلي منصور رؤيتها لتعزيز العمل العربي المشترك ومنظورها للتعامل مع ظاهرة الإرهاب وسبل مكافحته وتنفيذ الالتزامات العربية في هذا الشأن من خلال تنفيذ بنود الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب.
في اعتقادي أن بند تنقية الأجواء يجب أن يتصدر أجندة القمة لأن الموضوعات المطروحة أمام قمة الكويت، بدءا من الموضوع الثابت في كل القمم القضية الفلسطينة مرورا بالسورية والأزمة الراهنة في ليبيا وموضاعات العمل العربي المشترك بجانب الجديد هذه المرة وهو البحث في انضمام كل من تشاد وجنوب السودان إلى الجامعة العربية، ولكن هذه الموضوعات المهمة والملحة لا يمكن بحثها والتوصل إلى نتائج بشأنها دون العبور أولا على بند تنقية الأجواء من أجل إنجاح القمة وتنزيل شعارها (التضامن هو السبيل لمستقبل أفضل) على أرض الواقع فالتضامن السياسي والاقتصادى يحتاج إلى تهيئة الأرض من خلال تجاوز الخلافات الراهنة بين البلدان العربية التي نأمل أن تجد طريقها إلى أجندة القمة لأن الملفات الأخرى سبق طرحها ولا نتوقع حلا لها..

[/JUSTIFY]

العالم الآن – صحيفة اليوم التالي