منى سلمان

من ارشيف عيد الامهات


[JUSTIFY]
من ارشيف عيد الامهات

بانتهاء موسم الامتحانات، حق للامهات أن ينعمن بشيء من السكينة وراحة البال، في انتظار جكة النتائج وحصاد الانجازات، بعد ان تغيرت الظروف وصارت امهات اليوم اكثر وعيا وادراكا لاهمية التعليم، بل وصارن اكثر حرصا على متابعة تحصيل الابناء والاشراف عليهم ومتابعتهم بـ (اقروا واحفظوا) من بعد (أكلوا واشربوا) التي كانت تكتفي بها امهاتنا وحبوباتنا الاولانيات ..
شخصيا تابعت قصة العديد من الأمهات عاملات وربات بيوت، اجتهدن في سبيل نجاح ابناءهن باكثر من اجتهاد هؤلاء الابناء في ذات نفسيهم .. لدي قريبة لطالما اثارت اعجابي بمثابرتها وحرصها على ان تنال ابنتها اليتيمة افضل تحصيل، فكانت تقوم بمصاحبتها لدروس التقوية وخيام التركيز ومجموعات (الاسبوتنق) .. توصلها ثم تجلس في (رقراق الشمس) لساعات حتى تنتهي البنية من حصصها لتعود بها للبيت، فكان ان عوض الله صبرها بأن نجحت نجاحا باهرا وتم قبولها باحدى الكليات المرموقات ..
مع الاقرار بظلم المقارنة، ولكن في احد لقاءات (أوبرا) مع سيدة مجتمع من المشاهير سألتها عن تضحيتها بشهرتها وعملها الذي تكسب منه الدهب والدولارات كي تتفرغ لتربية ابناءها، فذكرت السيدة قصة تستحق التوقف عندها، وذلك انها بعد اتخاذها لقرار الانحياز لصالح العيال، كانت تملي استمارة الوصول في احدى السفريات فتوقفت في خانة الوظيفة .. حكت عن ترددها لبعض الوقت وشعورها بـ (الكسفة) لاضطرارها ان تصف نفسها بأنها مجرد (ربة منزل)، وفكرت أن تكتب بدلا عنها وظيفتها السابقة، لكن سرعان ما تراجعت عن فكرتها المتخاذلة، وكتبت بشموخ واعتزاز انها (أم متفرغة لتربية الابناء) !!
الانحياز لشرف خيار رعاية الابناء (ترف) قد لا تطوله الكثير من أمهات اليوم، المجابدات بين عناء تكاليف الوظيفة وعنت تربية الابناء .. معظم أمهات اليوم العاملات سواء أن كان جبر ظروف في بيع الكسرة أو الشاي، أو كان امتياز استحقاق نالته بضراع القراية والشهادات .. ربات بيوت كانن أم دكاترة ومهندسات ومعلمات وموظفات، كلهن مجبورات على اتقان لعب الحواة بين الحبلين بصورة تؤهلهن لنيل تاج الأمومة دون المرور على لجان الترشيحات و(ضهور) الواسطات، ففي كل عام وعلى شرف الاحتفال بعيد الأم، تتبارى الهيئات والمؤسسات في اختيار مجموعة من الأمهات المثاليات، للاحتفاء بهن والاعتبار بقصص تضحياتهن في سبيل الأبناء التي قادتهن لمنصات التكريم ..
حقيقة، كل امهات اليوم يتساوين في ساعة الاستيقاظ والنهزة من فجر الرحمن، للدخول في ديربي تكاليف وواجبات يوم طويل من الاعمال الشاقة، يبدأ من الصباح ولا ينتهي إلا وقت المطاح، حيث يطحن على مراقدهن تعبات هلكانات .. محوّصات ومن الفتر لا بجرن ايد ولا كراع ..
وحسنا يا جماعة الخير، بالعودة لطريقة الترشيح لنيل وسام الامومة المثالية، نقول لا بأس في ان تحظى بعض الأمهات الشقيانات ببعض الثناء والتكريم، ولكن تظل الحقيقة الماثلة أمام اعين الجميع، ان كل أم سودانية معاصرة، معصورة بجبال من الهموم وارتال من الواجبات والالتزامات، وبذلك قطع شك – تستحق أن تتوج بتاج المثالية ويضرب لها تعظيم سلام طوال ايام العام ..

أيام الله كلها اعيادكن
[/JUSTIFY]

منى سلمان
[email]munasalman2@yahoo.com[/email]


تعليق واحد

  1. نحترم كل الامهات والخوات والزوجات والبنات هل قصرنا معاكم ” لكن معظم الستات والانسات العاملات خصوصا في الدور الحكومية قلت معظم وليس كلهن لا توجد ضرورة قصوي تضطرهن للعمل وانمل لاشياء اخري هن ادري مني بها مع اني اعرف ” بالتالي يشغلن وظائف الاحري بها الشباب حتي يستطيوا اعالة اسرهن بما فيهم السانسات نفسهن
    اما التكريم هن اصلا مكرمات معززات من الجميع والدين وضع لهن مكانة ان حافظن عليها الله يسترهن وينلن الثواب الاعظم من الله ولك الشكر السيدة مني