عالمية

العثور على البريكان متوفيا برصاصة في الرأس بعد اتهامات أميركية بالتربح غير المشروع

تم العثور على جثه الرئيس التنفيذي لشركة «الراية للاستثمار» حازم البريكان ظهر أمس في منزله بوسط العاصمة الكويت، بعد أن اتهمته لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية الخميس الماضي بتحقيق مكاسب، عقب نشر شائعات عن عزم صندوق استثماري الاستحواذ على شركة أميركية مما أدى ارتفاع سعر أسهمها، كما استصدرت اللجنة بحقه أمرا قضائيا بتجميد الأرباح التجارية التي تحققت من وراء هذه القضية.
وتدور وقائع القضية المرفوعة في محكمة أميركية حول تكسب البريكان رجل الأعمال الكويتي (39 سنة)، وأطراف أخرى حوالي خمسة ملايين دولار من تعاملات تم اختيار توقيتها بعناية في أسهم شركتي «هرمان إنترناشيونال اينداستريز» و«تكستورن».
إلا أن شركة مشاريع الكويت لإدارة الأصول (كامكو) التي تعد المدير الفعلي لشركة الراية للاستثمار ردت على الاتهامات الجمعة موضحة أن «المعاملات المذكورة في دعوى لجنة الأوراق المالية والبورصات، تمت بموجب تعليمات محددة من زبائنها، ووفقا للنظام المعتمد للعمل، وليس لشركة مشاريع الكويت لإدارة الأصول، ولم يكن لها استثمارات أو أي اهتمام بالأسهم المعنية، وعليه فهي لم تستفد أو تحقق نفعا منها». وتضاربت الأنباء ظهر أمس حول ما إذا كان البريكان أقدم على الانتحار أم تعرض لإطلاق نار من مجهول، إلا أن التقارير الأمنية أكدت لاحقا أنه أطلق النار على نفسه، وهو ما أكدته تسريبات إدارة الأدلة الجنائية والطبيب الشرعي التي أفادت أنه «أصيب بطلقة واحدة في الرأس، وتحديدا فوق الأذن اليمنى، أدت إلى وفاته بمنزله».
وأحدث الخبر ظهر أمس صدمة في الأوساط الاستثمارية والإعلامية الكويتية، كون البريكان أحد نجوم الصف الثاني في عالم الاستثمار الكويتي، ويرأس مجلس إدارة شركة الراية للاستثمار ورئيسها التنفيذي، كما عرف عنه التزامه الديني والأخلاقي. ومن جانبها، تناقلت مصادر مقربة تحدثت لها «الشرق الأوسط» أن «البريكان تعرض لضغوط نفسية هائلة خلال اليومين الأخيرين، وهو ما لم يكن محل تقدير من زملائه ورؤسائه، خاصة أن الاتهامات التي تعرض لها لم تكن قطعية أو أكيدة، بل لا تزال محل تحقيق لدى السلطات المعنية بالولايات المتحدة الأميركية».
وأضافت المصادر أن «البريكان خلال الاجتماع الأخير لمجلس إدارة شركة الراية الأول من أمس مع الفريق القانوني بدا مستاء جدا إذ كان يتوقع دعما أكبر من زملائه، لكنه لم يحصل على ذلك، بل بالعكس تم التعامل معه على أنه مذنب، ومقصر في عمله وأضر سمعة الشركة وملاكها وأثر على مركزها الأدبي والمالي، وزاد من ذلك عدة تقارير صحافية نشرت أمس في بعض الصحف الكويتية ووسائل الإعلام العالمية ذهبت بذات الاتجاه دون أن تعطيه الفرصة للرد أو التثبت من موقفه القانوني».
ونقلت المصادر ذاتها أن «البريكان ربما لم يستطع تحمل الضغط النفسي الذي تعرض له، خاصة الاتهامات التي تناولت سمعته ومركزه المالي، وهو ما دفعه للإقدام على فعلته، ليضع حدا لذلك، بعد أن بدأت الاتهامات تطاله شخصيا، ومن بينها ما يتعلق بالتربح غير المشروع والنصب والاحتيال وبث أخبار مغلوطة».
يذكر أن البريكان أصدر بيانا موقعا باسمه مساء الأول من أمس أوضح فيه أنه «عطفا على الأنباء التي تناولتها وسائل الإعلام بخصوص القضية التي وجهت من قبل هيئة سوق المال الأميركية ضد كل من: حازم البريكان، بنك الخليج المتحد ـ البحرين، شركة مشاريع الكويت الاستثمارية لإدارة الأصول وشركة الراية للاستثمار، أود أن أؤكد سلامة موقفي القانوني، وقد تم تعيين مكتب للمحاماة في الولايات المتحدة الأميركية يتولى حاليا مراجعة القضية للوقوف على جميع الحقائق المتعلقة بتلك القضية والدفاع نيابة عني، وفيما يخص وسائل الإعلام فإنني أحتفظ بحقي في الرد عليهم من خلال القانون، والعبرة في الأمور تكمن في خواتيمها».
كما أصدرت شركة الراية للاستثمار التي يرأسها من جهتها بيانا ونشرت أمس إعلانا مدفوع الثمن حمل ذات المعنى، وأكدت فيه أن «مجلس إدارة الشركة فوجئ بالأنباء التي تم تداولها في وكالات الأنباء خلال الأيام الماضية، ورغبة بالوقوف على حقيقة الأمر، اجتمع مجلس إدارة الشركة بشكل عاجل يوم السبت الموافق 25 ـ 7 ـ 2009 للاطلاع على الموضوع، إذ تدارس مجلس إدارة شركة الراية للاستثمار المسائل المتعلقة بالقضية المدنية المرفوعة ضدها والرئيس التنفيذي وشركات أخرى من قبل S.E.C، حيث اطلع المجلس على جميع التعاملات التي تمت، ويؤكد المجلس صحة تلك التعاملات والتي قام بها الرئيس التنفيذي للشركة نيابة عن الشركة، وتؤكد الشركة عدم ارتكاب أي مخالفات بهذا الشأن. كما تؤكد أنه لا علاقة لها من قريب أو بعيد بأي من الإشاعات. إضافة إلى المعلومات المسربة لوسائل الإعلام، وبهذا يكون أساس الدعوى المرفوعة مبنيا على أسس معدومة لا تمت للشركة بأي صلة، وإذ تعلن الشركة عما جاء في عاليه، فإنها تؤكد ثقتها بصحة موقفها القانوني والرئيس التنفيذي، وقد تم تكليف مكتب للمحاماة في الولايات المتحدة الأميركية للدفاع عن الموقف القانوني للشركة». يذكر أن شركة الراية للاستثمار، وهي شركة كويتية تأسست عام 2008، تهدف لأن تكون إحدى الشركات الإسلامية الرائدة بتقديم منتجات وخدمات خاصة بإدارة الأصول الدولية، وإدارة محافظ الأوراق المالية المدرجة في الأسواق العالمية، ومنتجات الاستثمارات البديلة، بالإضافة إلى الخدمات المالية الاستشارية، وتمتلك فيها شركة مشاريع الكويت القابضة الحصة المؤثرة إلى جانب بنك الكويت الدولي وسيتي غروب ومستثمرون آخرون، كما تسعى لإدراج أسهمها في سوقي الكويت للأوراق المالية ودبي المالي.
المصدر :الشرق الاوسط