محمود الدنعو

ألمانيا تعود إلى أفريقيا

[JUSTIFY]
ألمانيا تعود إلى أفريقيا

وصل وزير الخارجية الألماني فرانك شتاينماير إلى إثيوبيا صباح أمس الإثنين في مستهل جولة أفريقية ينتقل بعدها إلى تنزانيا وأنغولا، الزيارة تشكل تطورا مهما في الاهتمام الألماني بالقارة الأفريقية خصوصا في الفترة الماضية، عندما وجدت برلين نفسها بيعدة عن قارة الفرص والنفوذ في ظل نشاط وتنافس محموم بين العديد من الدول الغنية على أفريقيا، وزير الخارجية الذي وصل أديس أبابا أمس لأول مرة خلال عمله وزيراً للخارجية مرتين وصف أفريقيا بأنها قارة في طور الانطلاق، وأنه من المفيد لبلاده أن تستثمر بصورة أكبر في شراكتها مع أفريقيا.
وقبل أسبوع من انطلاق جولة وزير الخارجية الأفريقية أفادت وسائل الإعلام الألمانية بأن الحكومة الألمانية تعتزم زيادة مساعداتها الموجهة لتنمية أفريقيا وذلك بمقدار 100 مليون يورو، لتصل إلى 3ر1 مليار يورو في السنة.
الشراكة التنموية مع أفريقيا التي تتطلع إليها ألمانيا تأتي مستفيدة من التجارب الدولية الأخرى في وضع شروط سياسية للدعم، الأمر الذي يجد مقاومة شعبية ورسمية في أفريقيا، ولعل هذا ما يفهم من تحذيرات وزير التنمية الألماني غيرد مولر من إملاء شروط على دول أفريقية مقابل تقديم المزيد من المساعدات التنموية لها، وكذلك من تصريحات وزير التنمية الألماني نفسه أمام البرلمان الألماني (بوندستاغ) عندما قال: “يرغب الأفارقة، حل مشكلاتهم بأنفسهم، ويمكنهم ذلك لكننا بالطبع نقف إلى جانبهم”.
الاندفاع الألماني الأخير نحو القارة الأفريقية لا يخلو من هواجس أمنية ومن تنافس بين الدول الغربية حول أفريقيا، حيث أعرب رئيس مؤتمر ميونيخ الدولي للأمن، فولفغانغ إشينغر، عن تأييده لمطالب بتعزيز المشاركة العسكرية لألمانيا في مناطق الأزمات في أفريقيا، مثل مالي. وقال إشينجر في تصريحات لصحيفة (باساور نويه بريسه) الألمانية الصادرة في (27 يناير 2014): “أزمات إفريقيا أقرب لنا اليوم من أفغانستان.. لا ينبغي أن يكون النظر إلى أفريقيا أمرا بديهيا بالنسبة للفرنسيين فقط، فالأمر هناك يدور حول أمن ألمانيا أيضا”.
وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون وهي أول امرأة تتولى هذا المنصب في ألمانيا وتعد من الشخصيات النافذة في حكومة المستشارة أنجيلا ميركل أعلنت عن رغبة بلادها في تعزيز نشاطها العسكري في أفريقيا من خلال إرسال مدربين إضافيين إلى مالي ودعم التدخل الفرنسي في أفريقيا الوسطى، وقالت لمجلة (در شبيجل) إن ألمانيا ومع تكثف الأزمات في أفريقيا «لا يمكنها أن تحيد بنظرها عندما تحصل عمليات قتل واغتصاب يومية، أقله لأسباب إنسانية».
طبعا التنمية والشراكة التي ترغب فيها ألمانيا مع أفريقيا تتطلب انخراط في الحلول السياسية لمشكلات القارة الأفريقية، وبالتالي ستكون الأزمة الراهنة في جنوب السودان حاضرة في أولى محطات الوزير الألماني بأديس أبابا.

[/JUSTIFY]

العالم الآن – صحيفة اليوم التالي