منى سلمان
أدونا فندقكم .. ندق ونديكم
يا حاجة دقي لينا الكاروشة
يا حاجة طوّلي الجبون ده
ياحاجة قصّري الجبون ده
( يصاحب هذا المقطع الانخفاض للأسفل أثناء الرقص ثم الأرتفاع لأعلى كناية عن طول الجبون (الإسكيرت) أو قصره).
ثم تليه كسره لطيفة نغني فيها:
أدونا فندقكم .. ندق ونديكم
كان أبيتوا تدونا .. الكاروشة تمسكم
كنت أنتوي أن أتخذ هذا المقطع الأخير كمدخل لكتابتي عن الشحدة وتبادل المنافع بين الجيران، ولكن نتيجة الخرف المبكر وجدت نفسي أنزلق واتزحلق وراء التوستي وأترك خلفي موضوعنا الأساسي على طريقة سياسة بسمارك الداخلية بدلا عن سياسته الخارجية.
ما علينا أحسن نخلينا من الرقيص ونرجع لمرجوعنا الأولاني، فالتعامل بين الجيران والتكامل الإقتصادي بينهم كان في السابق سمة من سمات مجتمعنا المتكافل المتراحم، فمع رقة الحال وبساطة الحياة قد يخرج الأب للبطش والسعي لكسب الرزق دون أن يترك خلفه ما يقيم أود العيال وامهم، ولذلك تلجأ ربات البيوت لسياسة (أدونا ونديكم) .. تديني حبة دقيق عيش (قبضة قبضتين) وأديك حبة لوبيا أو فاصوليا .. بصل .. طماطمايات .. حبة زيت .. كتحة كتحتين ويكة وغيرها من مكونات الحلة والتي تتشاركها ربات البيوت دون حرج، فالإجراء دائري وما (أشحده) اليوم أقوم برده غدا، وهكذا ينعم الجميع بوجبة الغداء في تكافل هو جوهر ما دعانا الإسلام إليه فقد قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم:
( ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع) وقال: (وما من أهل قرية يبيت فيهم جايع ينظر الله إليهم يوم القيامة) صدق رسول الله.
وينسحب على منظومة شحدة الجيران بقية الإحتياجات من الأدوات المنزلية كمثلنا الأول (أدونا فندقكم ندق ونديكم) .. مفرمة اللحمة .. فرامة الملوخية، ثم مع دخول الأصناف العربية لموائدنا صاحبتها شحدة قرقارة المحشى وصينية الكنافة أو حلة الكيك (المقدودة من النص)، كذلك شحدة العدّة في الطوارئ عند حضور الضيفان حيث يتسابق الشفع ويتصايحون للمرسال رغم وصيتهم بالتكتم والتحدث همسا من وراء ظهور الضيفان، ينطلقوا لبيت الجيران صائحون:
أمي قالت ليكم أدونا صحانة الصيني حقتكم نغرف فيها الغدا للضيفان.
أو
قالوا ليكم أدونا صينيتكم الكبيرة وكبابي الشربات حقتكم عشان جونا ضيفان.
وعند العودة بالعدة المطلوبة لا يتحرج العيال من المرور بها بين يدي الضيوف، رغما عن التشديد المسبق عليهم بإحضارها عبرالحيطة أوالزقاق الورا.
مرت أزمان وتغير الحال بتغير جيل الحبوبات والأمهات بجيل آخر من ربات البيوت اللاتي يعملن بسياسة الفسالة والكعابة البينة (ويمنعون الماعون)، وظهرت معه مصطلحات (يخربني ما عندي) و(يبقى لي بي نار كان عندي) كلما إحتاجت جارة لجارتها وسعت إليها بالشحدة، رغم أن الغرض المشحود قاعد يعاين ويسمع في الحلايف البي الكضب، بل وواكبها أدب النكتة كتلك التي تحكي عن مرتين متكاجرات ركبن المركب مع بعض وفي نص البحر سقطت إحداهن في الموية فمدت لها رفيقتها كوز الموية قائلة:
عليك الله ناوليني حبة موية في الكوز ده.
فما كان من رفيقتها الفسلة إلا أن قالت:
يخربني غير الواقعة فيها دي.
لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com
الله عليك يا ست منى ضحكت لما قربت اتشرط ذكرتين بايام خوالى رايتها بأم عينى وسمعت بعضها من الآخرين فعلا هذا هو شكل التكافل زمان وكمان شفت بعضهم لو جاءهم ضيف ساعة الغداء والحلة خلاص كملت او قربت المرة ترسل لى جارتها عليكم الله جونا ضيوف فجاءة ادونا شوية من ملاحكم – وان صغير اتذكر هناك جارة عليها رحمة الله كانت تاتى بمكونات حلة الملاح من الجارات اذ انها تبدأ الزيارات بعد خروج الازواج للعمل والاولاد للمدرسة تذهب لكل بيوت الحى من هذه شوية زيت ومن التنية شوية بصل والثالثة طماطمات والمرتاحة شوية تقول ليها الليلة الجزار ما جاب لحم ادينا شوية لحيمات ومن الاخيرة تلقا تورق فى ملوخية او بامية او اى خضار وتطلب شوية منه وفى النهاية تحصل على كل مكونات الحلة وتذهب لسيد الدكان يعطيها دقة الفحم لتطبخ عليها وتشترى الخبز على الدفتر لى آخر الشهر ولما يجى آخر الشهر تشوف المزاوغات وتخلى ليه الشارع زاتو – الله يديك العافية استاذة منى ذكرتينا فعلا بأيام خوالى كنا قد نسينها مع زخمة الحياة اليوم – واصبرى يا حاجة منى الرسول ماعندك
شوية ببسى اصلو جونا ضيفان فى الحر دة والدكان قــــــــــــافل
كم انتى رائعة فى سرد حكاوى الامس وبتفاصيلها (المشوقه) ،، والغريبه تكون عيونا بين سطورك وعقولنا فى استرجاع لصفحات من ذكريات ايام الطفوله وماكان فيها والتى كثيرا ماتطابق ماحوته سطورك من سرد ،،،،، فكم وكم كان الامس جميلا مقارنتا بما نراه اليوم وعسى ان يكون الغد اجمل ..ولك شكرى ودمتى
أختي المنينه ام الريان أدام الله التكافل بين الناس حقيقة كانت الحياة سهلة بدون تعقيدات وكان الواحد عندما لايعجبة ملاح بيتهم يشيل صحنو ولاقرب جار يجيب اللي يعجبو نسال التواصل بين الناس
يديك العافيه يا منو
بس تمى لينا موضوع الرقيص ده
الاخت الفلضله . انا عمري 40 سنه ولم احضر ولم تكن من زمنا ايام التوست والجيرك مالك يا بت الناس مكبره نفسك ولا ما نحكم على الصوره.
يا يرد يرجع لينا الزمن دا
زى توب الكرب كرب يا حراير قلبى الحنين داير